هؤلاء البيض الوجوه فهم (١) قوم لم يلبسوا إيمانهم بظلم، وأما هؤلاء الذين فِي ألوانهم شيء فقدم (٢) خلطوا عملًا صالحًا وآخر سيئًا، فتابوا فتاب الله عليهم، وأما الأنهار الثلاثة: فأدناها رحمة الله، والثاني نعمة الله، والثالث سقاهم ربهم شرابًا طهورًا، قال (٣): وإذا إبراهيم عليه السلام مستند (٤) إِلَى بيت فسألت جبريل عليه السلام عنه (٥) فقال: هذا البيت المعمور، يدخله كل يوم سبعون أَلْف ملك، فإذا خرجوا منه لم يعودوا فيه آخر ما عليهم.
قال: فأتي جبريل بي (٦) حتَّى انتهينا إِلَى سدرة المنتهى، فإذا أنا بشجرة لها أوراق، الواحدة منها مغطية الدنيا بما فيها، وإذا نبقها مثل قلال هجر (٧)، يخرج من أصلها أربعة أنهار: نهران ظاهران، ونهران باطنان، فسألت عنها جبريل عليه السلام، فقال: أما الباطنان ففي الجنة، وأما الظاهران (٨) فالنيل والفرات، ويخرج أَيضًا من أصلها

(١) من (أ).
(٢) فِي (أ): قد.
(٣) من (أ).
(٤) فِي (أ): مسند.
(٥) من (أ).
(٦) من (أ).
(٧) قال ابن الأثير: فأما هجر التي تنسب إليها القلال الهجرية، فهي قرية من قرى المدينة تعمل بها، وخربت. "النهاية فِي غريب الحديث والأثر" ٥/ ٢٤٧، "مراصد الإطلاع" لابن عبد الحق ٣/ ١٤٥٢.
(٨) فِي (ز): الظاهر.


الصفحة التالية
Icon