وقال ميمون بن مهران (١): كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في أول ما أوحي إليه يكتب باسمك اللهم حتى نزلت هذِه الآية: ﴿إِنَّهُ مِنْ سُلَيْمَانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ﴾ فكتب ﴿بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ﴾ فقال مشركو العرب (٢): هذا الرحيم نعرفه فماذا الرحمن؟ فأنزل الله تعالى هذِه الآية.
وقال الضحاك (٣): قال أهل الكتاب لرسول الله - ﷺ -: إنك لتُقِل ذكر الرحمن وقد أكثر الله في التوراة هذا الاسم، فأنزل الله سبحانه: ﴿قُلِ ادْعُوا اللَّهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمَنَ أَيًّا مَا تَدْعُوا﴾ من هذِه الاسمين (ومن جميع) (٤) ﴿فَلَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى﴾ و (ما) صلة، مجازه أيًّا مَّا تدعوا كقوله -عز وجل-: ﴿عَمَّا قَلِيلٍ لَيُصْبِحُنَّ نَادِمِينَ﴾ (٥) ﴿جُنْدٌ مَا هُنَالِكَ﴾ (٦).
﴿وَلَا تَجْهَرْ بِصَلَاتِكَ وَلَا تُخَافِتْ بِهَا﴾ قال ابن عباس (٧) -رضي الله عنهما-: كان

= وهو ساجد في دعائه: يا الله يا رحمن، فسمعه أبو جهل فقال: إن محمدًا ينهانا أن نعبد إلهين وهو يدعو إلهًا آخر مع الله يقال له الرحمن، فأنزل الله.
(١) تقدم التعريف به، وذكر عنه الواحدي -في "أسباب النزول" (ص ٣٠٢ - ٣٠٣): قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم- يكتب في أول ما يوحى إليه.. ، هذِه الآية.
(٢) هكذا في (م)، وعند الواحدي، ولكن في (أ): مشركو مكة.
(٣) في "أسباب النزول" للواحدي (ص ٢٠٠): وقال الضحاك: قال أهل التفسير: قيل لرسول الله - ﷺ -.. إلى آخره. ولم يذكر ذلك مرجعًا مخصوصًا، وبلفظ المصنف ذكره ابن الجوزي في "زاد المسير" ٥/ ٩٩.
(٤) في (م): أو من سائر.
(٥) المؤمنون: ٤٠.
(٦) [ص: ١١].
(٧) حديث ابن عباس -رضي الله عنهما- متفق عليه: أخرجه الإمام البخاري في "الصحيح" في =


الصفحة التالية
Icon