الفاء مشددًا، (الموالي) بسكون الياء يعني (١): ذهبت الموالي وقلت.
وقرأ الباقون ﴿خِفْتُ﴾ بكسر الخاء وجزم الفاء وضم التاء من الخوف ﴿الْمَوَالِيَ﴾ نصبا (٢).
خاف أن يرثه غير الولد (٣).
وقيل خاف عليهم تبديل دين الله وتغيير أحكامه وأن لا يحسنوا الخلافة على أمته (٤)، فسأل ربه ولدًا صالحًا يأمنه على أمته (٥).

= "الدر المصون" للسمين للحلبي ٧/ ٥٦٥، "فتح القدير" للشوكاني ٣/ ٣٢٢.
وقد رواها عنه: سعيد بن منصور، وعبد بن حميد، كما في "الدر المنثور" للسيوطي ٤/ ٤٦٧.
(١) في غير الأصل: بمعنى.
(٢) انظر: "المراجع السابقة".
(٣) هو قول ابن عباس، ومجاهد، وقتادة، كما رواه عنهم الطبري في "جامع البيان" ١٣/ ٤٧ ونسبه لهم القرطبي في "الجامع لأحكام القرآن" ١١/ ٧٨.
(٤) في (ب): أهله.
(٥) رجحه الزجاج في "معاني القرآن" ٣/ ٣٢٠، وابن الجوزي في "زاد المسير" ٥/ ١٤٧، وابن كثير في "تفسير القرآن العظيم" ٩/ ٢١٥، والنيسابوري في "إيجاز البيان" ٢/ ٢٠.
والزمخشري في "الكشاف" ٢/ ٤٠٥، والقرطبي في "الجامع لأحكام القرآن" ١١/ ٨٧، والشوكاني في "فتح القدير" ٣/ ٣٢٢.
وهذا القول هو الراجح لأمور ذكرها ابن كثير وابن الجوزي وغيرهما، وهي:
١ - قول النَّبِيّ - ﷺ -: "نحن معاشر الأنبياء لا نُوَرَّث، ما تركناه صدقة".
٢ - أن النَّبِيّ أعظم منزلة، وأجل قدرًا من أن يشفق ويتأسف على مصير ماله بعد موته.
٣ - أن زكريا عليه السلام لم يكن صاحب مال، بل كان نجارًا كما صح ذلك. والله أعلم.


الصفحة التالية
Icon