اختلفنا في الورود ها هنا بالبصرة (١)، فقال قوم: لا يدخلها مؤمن. وقال آخرون: يدخلونها جميعًا. فلقيت جابر بن عبد الله، - رضي الله عنهما-، فسألته، فأهوى بأصبعيه إلى أذنيه وقال: صُمتا إن لم أكن سمعت النبي -صلى الله عليه وسلم- يقول: "في (٢) الورود الدخول، لا يبقى بر ولا فاجر إلا دخلها، فتكون على المؤمن بردًا وسلامًا، كما كانت على إبراهيم عليه السلام حتى إن للنار أو لجهنم ضجيجًا من بردهم ﴿ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوْا وَنَذَرُ الظَّالِمِينَ فِيهَا جِثِيًّا (٧٢)﴾ " (٣).

(١) البصرة: بلدة في جنوب العراق تعتبر اليوم من أشهر مدنه، بناها المسلمون في عهد عمر - رضي الله عنه - بأمره، وكان لها ذكر في التاريخ الإسلامي فقد خرج منها علماء كثيرون.
"معجم البلدان" لياقوت ١/ ٤٣٠ - ٤٤٠.
(٢) سقطت من غير الأصل.
(٣) [١٨٢٨] الحكم على الإسناد:
ضعيف شيخ المصنف لم يذكر بجرح أو تعديل، وأبو سمية مجهول، كما قال الذهبي، وقد تفرد بالرواية عنه كثير بن زياد.
التخريج:
رواه الإمام أحمد في "المسند" ٣/ ٣٢٨، ٣٢٩ (١٤٥٢٠).
ورواه الحاكم في "المستدرك" ٤/ ٣٦٠ من طريق سليمان بن حرب حدثنا غالب بن سليمان عن كثير بن زياد، عن منية الأزدية، عن عبد الرحمن بن شيبة قال: اختلفنا ها هنا في الورود.. فذكره وقال: صحيح الإسناد ولم يخرجاه.
وها هنا إشكال: فكل الذين ترجموا لأبي سمية ذكروا أنه هو راوي الحديث وأن هذا الحديث هو الذي رواه عن جابر، ويبعد تكرار تلك القصة عن غيره.
وكذلك ذكر السيوطي في "الدر المنثور" ٤/ ٥٠٥ أن الحاكم رواه من طريق أبي سمية. =


الصفحة التالية
Icon