سورة طه
مكية (١).

(١) اختلف العلماء في تعريف المكي والمدني من القرآن على ثلاثة أقوال كما يلي: الأول: إن المكي ما نزل بمكة، والمدني ما نزل بالمدينة.
الثاني: إن المكي ما وقع خطابًا لأهل مكة، والمدني ما وقع خطابًا لأهل المدينة.
الثالث: إن المكي ما نزل قبل الهجرة، والمدني ما نزل بعد الهجرة.
انظر: "الإتقان في علوم القرآن" للسيوطي ١/ ٤٥.
والمختار هو القول الثالث: وهو أن المكي ما نزل قبل الهجرة، والمدني ما نزل بعد الهجرة، لما يلي:
أولًا: لأنه مطرد في كل السور ولا اعتراض عليه.
ثانيًا: لأن هذا الضابط الزمني يساعد في معرفة الناسخ والمنسوخ من القرآن لكون المكي نزل قبل المدني.
أما القول الأول: فيخرج عنه ما نزل في خارج حدود مكة والمدينة فلا يعد في هذا النوع، مثل سورة الفتح كما روى البخاري في كتاب التفسير، باب: تفسير سورة الفتح (٤٥٥٣)، قال حدثنا عبد الله بن مسلمة عن مالك، عن زيد بن أسلم، عن أبيه أن رسول -عزَّ وجلَّ- كان يسير في بعض أسفاره... فقال: "لقد أنزلت عليّ الليلة سورة لهيّ أحب إليّ مما طلعت عليه الشمس ثم قرأ: ﴿إِنَّا فتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِيْنَا (١)﴾ ". وأما القول الثاني: فإنه غير مطرد في كل السور فبعض السور المكية لم تفتتح بخطاب أهل مكة وهو قوله: ﴿يَا أَيُّهَا الْنَّاسُ﴾، وبعض السور المدنية لم تفتتح بخطاب أهل المدينة وهو قوله: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا﴾، وكذلك ورد قوله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الْنَّاسُ﴾ [البقرة: ٢١] وهي مدنية، وكذلك سورة النساء مدنية وافتتحت بخطاب أهل مكة وهو قوله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الْنَّاسُ﴾ الآية (١).
انظر: "مباحث في علوم القرآن" لمناع القطان (ص ٦٢) بتصرف. =


الصفحة التالية
Icon