وقال الشاعر (١):

أيام تصحبني هند وأخبرها ما أكتم النفس من حاجي وأسراري (٢)
فكيف يخبرها بما يكتم من نفسه، فمجاز الآية على هذا. وقرأ الحسن وسعيد بن جبير بفتح الألف أي: أظهرها وأبرزها، يقال: خفيت الشيء، إذا أظهرته وأخفيته إذا سررته (٣).
قال امرؤ القيس (٤):
خفاهن من أنفاقهن كأنما خفاهن ودق من سحاب مركب (٥)
أي: أخرجهن.
﴿لِتُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ بِمَا تَسْعَى﴾ أي: تعمل من خير وشر (٦).
(١) لم أهتد لقائل البيت.
(٢) "الجامع لأحكام القرآن" للقرطبي ١١/ ١٨٥.
(٣) في الأصل (ب): سترته، وهو في "المحتسب" لابن جني ٢/ ٤٧.
(٤) هو امرؤ القيس بن حجر بن الحارث بن عمرو بن حجر.
(٥) "ديوان امرئ القيس" (ص ٣٦).
والمقصود من البيت: أنه شبه خروج الفئرة من أنفاقهن وهي جحورهن بخروج المطر من السحاب المجتمع.
انظر: "لسان العرب" لابن منظور (نفق)، (ودق).
(٦) انظر: "تفسير أبي القاسم الحبيبي" (ص ١٨٢).


الصفحة التالية
Icon