﴿فَلَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا﴾ لا ينقص من ثواب حسناته ولا يزاد على سيئاته (١).
يروى أن داود عليه السَّلام سأل ربه أن (٢) يريه الميزان فلما رآه غشي عليه، ثم أفاق فقال: يا إلهي من الذي يقدر أن يملأ كفته حسنات. فقال يا داود: إني إذا رضيت عن عبدي ملأتها بتمرة (٣).
فإن قيل: كيف وجه الجمع بين هذِه الآية وبين قوله عز وجل: ﴿فَلَا نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَزْنًا﴾ (٤).
فالجواب: أن المعني فيه لا نقومها ولا تستقيم على الحق من ناقصة وشائلة (٥)؛ لأنها باطلة (٦).
﴿وَإِنْ كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ﴾ رفع أهل المدينة المثقال

= في "جامع البيان" ١٧/ ٣٣، عن مجاهد بإسنادين أحدهما حسن.
والأثر من طريق ابن أبي نجيح صحيح، ومن طريق ليث بن أبي سليم ضعيف.
والأثر ذكره القرطبي في "الجامع لأحكام القرآن" ١١/ ٢٩٣ - ٢٩٤، بنحوه.
(١) انظر: "معالم التنزيل" للبغوي ٥/ ٣٢١، بنحوه.
(٢) ساقطة من (ب).
(٣) انظر: "معالم التنزيل" للبغوي ٥/ ٣٢١، بنحوه، "لباب التأويل" للخازن ٣/ ٢٩٦، بنحوه.
(٤) الكهف: ١٠٥.
(٥) الشائل: هو كل ما ارتفع، وشال الميزان أي: ارتفعت إحدى كفتيه.
انظر: "لسان العرب" (شول)، "المعجم الوسيط" (شال) (ص ٥٠١).
(٦) المقصود هو: أن موازين أعمال الكفار لا تستقيم، لأنه ليس بينها تقارب وذلك لزيادة سيئاتهم على حسناتهم، فليس هناك ثمة تقارب بين الحسنات والسيئات في أعمالهم، والله أعلم. ولم أجد هذا عند غير المصنف.


الصفحة التالية
Icon