وقال ابن زيد: يعني النصر على الأعداء، دليله قوله عز وجل: ﴿وَمَا أَنْزَلْنَا عَلَى عَبْدِنَا يَوْمَ الْفُرْقَانِ﴾ (١) يعني: يوم بدر (٢).
وهذا القول أشبه بظاهر الآية لدخول الواو في الضياء فيكون معنى الآية: ولقد آتينا موسى وهارون النصر والتوراة الذي هو الضياء والذكر للمتقين، وعلى هذا التأويل تكون الواو مقحمة زائدة (٣) كقوله: ﴿بِزِينَةٍ الْكَوَاكِبِ (٦) وَحِفْظًا﴾ (٤) (٥).
ويروى أن عكرمة كان يقول في هذِه الآية معناها: ﴿وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى وَهَارُونَ الْفُرْقَانَ وَضِيَاءً﴾، ويقول انقلوا هذِه الواو إلى قوله: ﴿الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ﴾ (٦) (٧).

(١) الأنفال: ٤١.
(٢) انظر: "معالم التنزيل" للبغوي ٥/ ٣٢٢، "الجامع لأحكام القرآن" للقرطبي ١١/ ٢٩٥.
(٣) انظر: "معاني القرآن" للفراء ٢/ ٢٠٥، "إعراب القرآن" للنحاس ٣/ ٧٢، "البيان" لابن الأنباري ٢/ ١٦١، "الدر المصون" للسمين الحلبي ٨/ ١٦٧.
والصحيح أن القرآن ليس فيه حرف زائد، وإنما كل حرف له معنى وأثر في الكلام، والفرقان هو التوراة التي فيها فرق بين الحلال والحرام، ﴿وَضِيَاءً﴾ وصف للتوراة مثل قوله في سورة المائدة: ٤٦: ﴿فِيهِ هُدًى وَنُورٌ﴾.
انظر: "معاني القرآن" للزجاج ٣/ ٣٩٤.
(٤) الصافات: ٦، ٧.
(٥) انظر: "معالم التنزيل" للبغوي ٥/ ٣٢٢، "الجامع لأحكام القرآن" للقرطبي ١١/ ٢٩٥.
(٦) غافر: ٧.
(٧) انظر: "تفسير أبي القاسم الحبيبي" (ص ١٩١).


الصفحة التالية
Icon