قال ظفران بن الحسن (١)، قال: نا أبو محمد بن أبي حاتم (٢)، قال: سمعت أبا إسماعيل الترمذي (٣) بمكة سنة ستين ومائتين، قال: سمعت إسحاق بن راهويه (٤) يقول: جالست الشافعي (٥) بمكة فتذاكرنا في كراء (٦) بيوت مكة، وكان يرخص فيه، (وكنت لا أرخص فيه) (٧)، فذكر الشافعي حديثًا وسكت، وأخذت أنا في الباب أسرد فلما فرغت منه، قلت لصاحب لي من أهل مرو بالفارسية، فرد لاكمًا لأني همست قرية بمرو، فعلم أني راطنت صاحبي بشيء هجوته (٨) فيه فقال لي: أتناظر؟ قلت: وللمناظرة جئت، فقال: قال الله عز وجل: ﴿الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ﴾ (٩) نسب الديار إلى مالكيها أو غير

(١) أبو الطيب النخاس الدينوري، لم يذكر بجرح أو تعديل.
(٢) عبد الرحمن بن أبي حاتم، الإمام الثبت.
(٣) محمد بن إسماعيل بن يوسف السلمي، أبو إسماعيل الترمذي، نزيل بغداد، ثقة، حافظ، لم يتضح كلام أبي حاتم فيه.
(٤) المروزي، الإمام الثقة الحافظ، المجتهد.
(٥) الإمام المشهور، أحد الأئمة الحفاظ الأثبات.
(٦) في (ب): هذا.
(٧) ساقط في (ب).
(٨) في الأصل و (ج): هجيته، والمراد بهذِه العبارة كما قال الراوي: أنها قرية بمرو، أو كما قال ياقوت الحموي: قرية عندهم بمرو، يدعون العلم وليس لهم علم واسع. أو كما يقول السبكي: هذا الرجل ليس له كمال.
انظر: "طبقات الشافعية الكبرى" للسبكي ٢/ ٨٩، "معجم الأدباء" لياقوت ٥/ ٢٤٠١.
(٩) الحج: ٤٠.


الصفحة التالية
Icon