وقال مجاهد: نزلت هذِه الآية فِي قوم بأعيانهم خرجوا مهاجرين من مكة إِلَى المدينة فكانوا يمنعون، فأذن (١) الله عز وجل لهم فِي قتال الكفار الذين يمنعونهم من الهجرة (٢).
٤٠ - ﴿الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ بِغَيْرِ حَقٍّ﴾
بدل من الذين الأولى، ثم قال (٣) ﴿إِلَّا أَنْ يَقُولُوا رَبُّنَا اللَّهُ﴾ يعني: لم يخرجوا من ديارهم إلَّا بقولهم ربنا الله وحده (٤)، فتكون ﴿أَنْ﴾ في

= سفيان، عن الأَعمش، عن مسلم البطين، عن سعيد بن جبير مرسلًا ليس فيه عن ابن عباس.
وفي (٣١٧٢) عن سعيد بن جبير بمعناه، وإسناده ضعيف.
وعن إسحاق الأزرق به بمثله كتاب الجهاد، باب وجوب الجهاد ٦/ ٢ وإسناده صحيح.
ورواه الحاكم فِي "المستدرك" ٢/ ٣٦٩ عن سفيان به بلفظ مقارب وقال: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، فقد حدثه غير أبي حذيفة، ولم يخرجاه.
ورواه البزار فِي "البحر الزخار" ١/ ١٩٤ عن إسحاق بن يوسف الأزرق به بنحوه وقال: وهذا الحديث حسن الإسناد.
والحديث بمجموع طرقه حديث صحيح فهو من رواية الحاكم حسن؛ حيث تابع أَبا حذيفة النهدي الحسن بن خلف الواسطيّ ووكيع بن الجراح وإسحاق بن يوسف الأزرق، وأما الرواية المرسلة فهي من طريق عبد الرحمن بن مهدي صحيحة، وبهذا تترجح رواية الإرسال إلَّا أن الذي سقط من الإسناد معروف وهو ابن عباس.
(١) فِي الأصل: فأنزل.
(٢) أخرجه الطبري فِي "جامع البيان" ١٧/ ١٧٣، وإسناده حسن.
(٣) انظر: "معاني القرآن" للزجاج ٣/ ٤٣٠.
(٤) انظر: "معالم التنزيل" للبغوي ٥/ ٣٨٩.


الصفحة التالية
Icon