قال ابن عباس رضي الله عنهما كان (عبد الله) (١) بن أبي سَرْح

= ربي في أربع نزلت هذِه الآية ﴿وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ سُلَالَةٍ مِنْ طِينٍ﴾ فقلت: فتبارك الله أحسن الخالقين، فنزلت: ﴿فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ﴾. والحديث إسناده ضعيف؛ فيه علي بن زيد بن جدعان ضعيف. "تقريب التهذيب" لابن حجر (٤٧٦٨). وذكره السيوطي في "الدر المنثور" ٥/ ١٢، وزاد نسبته لابن مردويه وابن عساكر. وذكره بنحوه أيضًا مقاتل في "تفسيره" ٣/ ١٥٣، وابن حبيب في "تفسيره" ٢٠٢/ أ، والحيري في "الكفاية" ٤٨/ ب، والسيوطي في "لباب النقول" (١٣٧). وأخرجه الطبراني في "المعجم الكبير" ١١/ ٤٣٨ - ٤٣٩ (١٢٢٤٤)، وابن مردويه كما في "تخريج أحاديث وآثار الكشاف" للزيلعي ٢/ ٤٠١، "الدر المنثور" للسيوطي ٥/ ١٣ من حديث ابن عباس مطولًا، وفيه أنه لما نزلت هذِه الآية قال عمر: تبارك الله أحسن الخالقين، فأنزلت: ﴿فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ﴾، قال الهيثمي في "مجمع الزوائد" ٩/ ٦٨: فيه أبو عبيدة بن فضيل بن عياض وهو لين وبقية رجاله ثقات.
والحديث له أصل صحيح، فقد أخرج البخاري كتاب الصلاة، باب ما جاء في القبلة (٤٠٢٠)، ومسلم كتاب فضائل الصحابة، باب من فضائل عمر (٢٣٩٩)، وغيرهما عن عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - قال: وافقت ربي في ثلاث فذكرها، ولم يذكروا الرابعة الخاصة بآية: ﴿فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ﴾.
قال ابن حجر في "فتح الباري" ١/ ٥٠٥:
وليس في تخصيصه العدد بالثلاث ما ينفي الزيادة عليها؛ لأنه حصلت له الموافقة في أشياء غير هذِه وأكثر ما وقفنا منها بالتعيين على خمسة عشر لكن ذلك بحسب المنقول. ومعلوم أن مفهوم العدد إذا عارضه منطوق قدم عليه.
وقد جمع السيوطي هذِه الموافقات في منظومة سماها (قطف الثمر في موافقات عمر) وذكر منها هذِه الموافقة وهو مطبوع ضمن "الحاوي للفتاوى" ١/ ٣٧٧. وشرحها الحسيني بكتاب مطبوع اسمه "فيض الوهاب".
(١) من (ح).


الصفحة التالية
Icon