يكتب لرسول الله - ﷺ - فأملي عليه هذِه (١) الآية، فلما بلغ قوله: ﴿خَلْقًا آخَرَ﴾ خطر بباله: ﴿فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ﴾ فلما أملاها رسول الله - ﷺ - كذلك، قال عبد الله بن أبي سرح: إن كان محمد نبيًّا يوحى إليه فأنا (٢) نبيّ يوحى إليّ فلحق بمكة كافرًا (٣).

(١) من (م)، (ح).
(٢) في (ح): فإني.
(٣) رواه الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس. انظر: "الجامع لأحكام القرآن" للقرطبي ٧/ ٤٠، "الصارم المسلول" لابن تيمية ٢/ ٢٤٧، وذكره الواحدي في "أسباب النزول" بلا إسناد (٤٤٢)، وكذا ابن حبيب في "تفسيره" ٢٠٢/ أ، والحيري في "الكفاية" ٢/ ٤٨/ ب، والسمعاني في "تفسير القرآن" ٢/ ١٢٦. وإسناده ضعيف جدًّا فالكلبي متهم بالكذب ورمي بالرفض، وأبو صالح باذام ضعيف مدلس، وفي نسخة أخرى: ضعيف يرسل.
وأخرج أبو داود، كتاب الحدود، باب الحكم فيمن ارتد (٤٣٥٨)، والنسائي في "المجتبي" كتاب تحريم الدم، باب توبة المرتد ٧/ ١٠٧، والحاكم في "المستدرك" ٣/ ٤٧ (٤٣٦١)، والبيهقي في "السنن الكبرى" ٨/ ١٩٧ جميعهم من طريق الحسين بن واقد عن يزيد النحوي، عن عكرمة، عن ابن عباس بلفظ وقال كان عبد الله بن سعد بن أبي سرح يكتب لرسول الله - ﷺ - فأزله الشيطان فلحق بالكفار.... قال الحاكم: صحيح على شرط البخاري ولم يخرجاه ووافقه الذهبي وحسن إسناده الألباني في "صحيح سنن أبي داود" (٣٦٦٣). وقال الطبري في "جامع البيان" ٧/ ٢٧٤ ولا تمانع بين علماء الأمة أن ابن أبي سرح كان ممن قال: إني قلت مثل ما قال محمد، وأنه ارتد عن إسلامه ولحق بالمشركين.
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية: وقصة ابن أبي سرح مما اتفق عليها أهل العلم.
قلت: ومع ثبوت ذلك عن ابن أبي سرح - رضي الله عنه - إلا إنه لم يثبت عنه موافقته في قوله تعالى: ﴿فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ﴾ ولا يمكن أن يفسر قول ابن عباس في الرواية =


الصفحة التالية
Icon