﴿يَغْشَاهُ﴾ يعلوه ﴿مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ مَوْجٌ﴾ متراكم ﴿مِنْ فَوْقِهِ سَحَابٌ﴾.
قرأ ابن كثير برواية النَّبَّال (١) والفليحي: ﴿سَحَابٌ﴾ بالرفع والتنوين.
(ظلماتٍ) (٢) جر على البدل من قوله: ﴿أَوْ كَظُلُمَاتٍ﴾ (٣).
وروى البّزِّي عنه (سحابُ ظلماتٍ) بالإضافة.
وقرأ الباقون ﴿سَحَابٌ ظُلُمَاتٌ﴾ كلاهما بالرفع والتنوين.
وتمام الكلام عند قوله: ﴿سَحَابٌ﴾ ثم ابتدأ: ﴿ظُلُمَاتٍ﴾ (٤).

(١) أحمد بن محمد بن علقمة أبو الحسن المكي المقري النّبّال المعروف بالقواس، قرأ على وهب بن واضح وعليه قنبل وأحمد الحلواني والبزي، ت سنة (٢٤٠). انظر "معرفة القراء" للذهبي ١/ ١٧٨، "غاية النهاية" ١/ ١٢٣.
(٢) وهي قراءة قنبل.
انظر: "السبعة" لابن مجاهد (٤٥٧)، "التيسير" للداني (١٣٢)، "النشر في القراءات العشر" لابن الجزري ٢/ ٣٣٢، "المبسوط في القراءات العشر" لابن مهران الأصبهاني (٢٦٧)، "إتحاف فضلاء البشر" للدمياطي ٢/ ٢٩٩.
(٣) ويكون رفع (سحاب) بالابتداء و (من فوقه) الخبر، ولا يضر كثرة الفواصل بين البدل والمبدل منه لأن الفاصل يضر إذا كان أجنبيًّا وليس هو كذلك هنا لأن كلها توابع.
انظر: "الحجة" لابن زنجلة (٥٠٢)، "شرح الهداية" ٢/ ٤٤٢، "الكشف عن وجوه القراءات السبع" لمكي ٢/ ١٣٩، "الحجة" لابن خالويه (٢٦٣)، "الدر المصون" للسمين الحلبي ٨/ ٤١٥، "البحر المحيط" لأبي حيان ٦/ ٤٢٤.
(٤) وفيها وجهان:
١ - أن تكون ظلمات خبرًا لمبتدأ محذوف مضمر تقديره هذِه أو تلك.
٢ - أن تكون ظلمات مبتدأ والجملة من قوله ﴿بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍ﴾ خبره.
والأول أولى لأنه لا مسوغ للابتداء بهذِه النكرة إلا أن يقال إنها موصوفة تقديرًا.
انظر: المراجع السابقة.


الصفحة التالية
Icon