﴿بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍ﴾ ظلمة السحاب وظلمة الموج وظلمة البحر.
قال المفسرون: أراد بالظلمات أعمال الكافر، وبالبحر اللّجي قلبه، وبالموج ما يغشى قلبه من الجهالة والشك والحيرة، وبالسحاب: الرَّينُ والختم والطبع على قلبه (١).
قال أبي بن كعب في هذِه الآية: الكافر يتقلب في خمس من الظلم فكلامه ظلمة، وعمله ظلمة، ومدخله ظلمة، ومخرجه ظلمة، ومرجعه (٢) إلى الظلمات يوم القيامة إلى النار (٣).
﴿إِذَا أَخْرَجَ﴾ يعني: الناظر ﴿يَدَهُ لَمْ يَكَدْ يَرَاهَا﴾ أي: لم يقرب من أن يراها من شدة الظلمات (٤).

(١) أخرجه بمعناه الطبري في "جامع البيان" ١٨/ ١٥٠، وابن أبي حاتم في "تفسير القرآن العظيم" ٨/ ٢٦١٤ كلاهما من طريق العوفي عن ابن عباس وروي أيضًا عن غيره.
قال الشوكاني في "فتح القدير" ٩/ ٢٣٥: وهذا من غرائب التفسير وهو عند لغة العرب بمكان بعيد.
وانظر: "الكفاية" للحيري ٢/ ٦٦/ ب، "معالم التنزيل" للبغوي ٦/ ٥٢، "الجامع لأحكام القرآن" للقرطبي ١٢/ ٢٨٥.
(٢) في (م)، (ح): ومصيره.
(٣) أخرجه الطبري في "جامع البيان" ١٨/ ١٥١، وابن أبي حاتم في "تفسير القرآن العظيم" ٨/ ٢٦١٤ وغيرهما.
(٤) وعليه تكون (كاد) أخرجت على معنى قارب، أي لم يقارب رؤيتها وإذا لم يقاربها باعدها وعليه جاء قول ذي الرمة:
إذا غيّر النّأي المُحِبِّين لم يكد رسيس الهوى من حب مَيّة يبرح
أي: لم يقارب البراح. =


الصفحة التالية
Icon