والعجم فيجعلهم ملوكها وساستها وسكانها.
﴿كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ﴾ يعني: بني إسرائيل إذ أهلك الجبابرة بمصر والشام وأورثهم أرضهم وديارهم (١).
وقراءة العامة: ﴿كَمَا اسْتَخْلَفَ﴾ بفتح التاء واللام (٢). لقوله -عز وجل-: ﴿وَعَدَ اللَّه﴾ وقوله: ﴿لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ﴾ (٣). وروى أبو بكر عن

= ٤/ ٥٥٠، "جامع البيان" للطبري ١٨/ ١٥٩، "الجامع لأحكام القرآن" للقرطبي ١٢/ ٢٩٩، "معالم التنزيل" للبغوي ٦/ ٥٨.
(١) وذلك أن موسى -عليه السلام- جاء إلى بني إسرائيل وهم مستعبدون فلما أطاعوا أورثهم الأرض ومكن لهم فيها كما قال تعالى: ﴿وَأَوْرَثْنَا الْقَوْمَ الَّذِينَ كَانُوا يُسْتَضْعَفُونَ مَشَارِقَ الْأَرْضِ وَمَغَارِبَهَا﴾ [الأعراف: ١٣٧] وقال: ﴿وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ (٥)﴾ [القصص: ٥].
وهذِه سنة الله في جميع الأمم الماضية فمن أقام أوامر الله في أرضه نصره الله وأيده ومكن له وبدله بعد الخوف أمنا، فآدم -عليه السلام- استخلف وكذا داود -عليه السلام- لذا فالأولى حمل الآية على العموم وعدم تخصيصها ببني إسرائيل فهذِه سنة الله في خلقه كما سبق وإنما بنوا إسرائيل هم أحد تلك الأمم.
انظر: "جامع البيان" للطبري ١٨/ ١٥٨ - ١٥٩، "معالم التنزيل" للبغوي ٦/ ٥٨، "الوسيط" للواحدي ٣/ ٣٢٦.
(٢) ويبتدئون بكسر همزة الوصل وهي قراءة ابن كثير ونافع وأبو عمرو وحمزة والكسائي وابن عامر وحفص عن عاصم.
انظر: "السبعة" لابن مجاهد (٤٥٨)، "التيسير" للداني (١٣٢)، "المبسوط في القراءات العشر" لابن مهران الأصبهاني (٢٦٨).
(٣) أي: إن الفعل (استخلف) مسند إلى ضمير اسم الله تعالى وقد تقدم ذكره في قوله سبحانه: ﴿وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا﴾، فقوله: ﴿لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ﴾ يعود إليه فكذلك ﴿كَمَا اسْتَخْلَفَ﴾.


الصفحة التالية
Icon