التفسير وبالله التوفيق والتيسير
قوله عز وجل: ﴿بِسْمِ اللَّهِ﴾: اعلم أن هذِه الباء زائدة، وهي تسمى باء التضمين (١)، وباء الإلصاق، كقولك: كتبت بالقلم. فالكتابة ملصقة بالقلم، وهي مكسورة أبدًا، والعلة في ذلك أن الباء حرف ناقص ممال، والإمالة من دلائل الكسرة.
قال سيبويه (٢): لما لم يكن للباء عمل إلا الكسر (٣) كسرت (٤). وقال المبرد (٥): العلة في كسرها ردها إلى الأصل، ألا ترى أنك إذا أخبرت عن نفسك بأنك كتبت باءً قلت: بيبيت فرددتها إلى الياء، والياء أخت الكسرة، كما أن الواو أخت الضمة، والألف أخت

(١) في (ش): الضمير.
(٢) إمام النحو، أبو بشر، عمر بن عثمان بن قنبر الفارسي، ثم البصري، قيل: سمي سيبويه، لأن وجنتيه كانتا كالتفاحتين، بديع الحسن. توفي سنة (١٨٠ هـ).
"تاريخ بغداد" للخطيب ١٢/ ١٩٥، "إنباه الرواة" للقفطي ٢/ ٣٤٦، "سير أعلام النبلاء" للذهبي ٨/ ٣٥١.
(٣) في (ش): الكسرة.
(٤) انظر: "معاني القرآن" للزجاج ١/ ٤١.
(٥) أبو العباس محمد بن يزيد بن عبد الأكبر الأزدي، البصري، النحوي، الأخباري، صاحب "الكامل" وغيره. توفي سنة (٢٨٦ هـ).
"تاريخ بغداد" للخطيب ٣/ ٣٨٥، "معجم الأدباء" لياقوت ١٩/ ١١١، "بغية الوعاة" للسيوطي ١/ ٢٦٩.


الصفحة التالية
Icon