وقال أهل الحقائق (١): إنما المعنى في ﴿بِسْمِ اللَّهِ﴾ التيمن والتبرك وحث الناس على الابتداء في أقوالهم وأفعالهم بـ ﴿بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ﴾ كما افتتح الله كتابه به، والله أعلم (٢).
اعلم أن أصل هذِه الكلمة (إله) في قول أهل الكوفة (٣)، فأدخلت الألف واللام تفخيمًا وتعظيمًا لما كان اسمًا لله عز وجل فصار (الإله) فحذفت الهمزة استثقالًا لكثرة جريانها على الألسن، وحوّلت كسرتها إلى لام التعظيم، فالتقى لامان متحركان، فأدغمت الأولى في الثانية فقالوا: الله (٤).

= الاستغفار منها؛ لأن هذا ربما يسوغ في المقطعة من الحروف، وأما ما ألِّفت وجُعلت أسماءً وأفعالًا وأدوات فلا يسوغ فيها هذا بوجه من الوجوه.
(١) المراد بأهل الحقائق هنا أصحاب التفسير الإشاري والصوفي، الذين يفسرون القرآن بإشارات تخفى إلا على من يسمونهم بأهل الحقائق -زعموا -كما أشار إلى ذلك أبو عبد الرحمن السلمي في مقدمة تفسيره "حقائق التفسير" (ص ١).
(٢) انظر: "بحر العلوم" للسمرقندي ١/ ٧٦.
(٣) الكوفة: بالضم المصر المشهور بأرض بابل من سواد العراق، ويسميها قوم خد العذراء. قيل: سميت الكوفة لاستدارتها، وقيل: سميت الكوفة لاجتماع الناس بها.
"معجم البلدان" لياقوت ٤/ ٤٩٠، "معجم ما استعجم" للبكري ٤/ ١١٤١.
(٤) "تفسير أسماء الله الحسنى" للزجاجي (ص ٢٦ - ٤٢)، "مشكل إعراب القرآن" لمكي ١/ ٦٦ "مفاتيح الغيب" للرازي ١/ ١٦٣، "الجامع لأحكام القرآن" للقرطبي ١/ ٨٩، "تفسير القرآن العظيم" لابن كثير ١/ ١٩٤.


الصفحة التالية
Icon