العرب وعرفته، فلا اشتقاق له (١).
وأكثر العلماء على أنه مشتق، واختلفوا في اشتقاقه:
فقال النَّضْر بن شُميل: هو من التألُّه، وهو التمسُّك والتعبُّد (٢).
قال رؤبة (٣):
لله دَرُّ الغَانِيَاتِ المُدَّهِ... سَبَّحْنَ واسْتَرْجَعْنَ من تألُّهِي (٤)
ويقال: ألِهَ إلاهةً، أي عبد عبادةً.
وقرأ ابن عباس: (وَيَذَرُكَ وَإلاهَتَكَ) أي: عبادتك (٥).

(١) انظر: "البحر المحيط" لأبي حيان ١/ ١٢٤.
(٢) "جامع البيان" للطبري ١/ ٥٤، "النكت والعيون" للماوردي (ص ٥١)، "تفسير القرآن" للسمعاني ١/ ٣٥٩، "المحرر الوجيز" لابن عطية ١/ ٦٣.
(٣) رؤبة بن العجّاج التميمي، الراجز، من أعراب البصرة. كان رأسًا في اللغة.
توفي سنة (١٤٥ هـ).
"طبقات الشعراء" لابن سلام ٢/ ٧٦١، "الشعر والشعراء" لابن قتيبة (ص ٣٩٤).
(٤) "جامع البيان" للطبري ١/ ٥٤، "البسيط" للواحدي ١/ ٥٥، "الوسيط" للواحدي ١/ ٦٤، "تفسير القرآن" للسمعاني ١/ ٣٥٩، "المحرر الوجيز" لابن عطية ١/ ٦٣. معنى البيت: المده: أي المُدَّح. و (سبَّحن): أي قلن: سبحان الله، (استرجعن) قلن: إنا لله وإنا إليه راجعون. أي يقلنها حسرة عليه، كيف تنسَّك وهجر الدنيا، بعد الذي كان من شبابه وجماله وصبوته.
والشاهد قوله: (تأله). أي تعبد وتنسُّك.
(٥) الأعراف: (١٢٧). وهي قراءة شاذة.
انظر: "جامع البيان" للطبري ١/ ٥٤، "المحتسب" لابن جني ١/ ١٥٦، "مختصر شواذ القرآن" لابن خالويه (ص ٥٠).


الصفحة التالية
Icon