فمعناه: المعبود الذي يحق له العبادة.
وقال بعضهم: هو من (الأَلَه) وهو الاعتماد، يقال: ألهتُ إلى فلان ألهُ إلهًا، أي فزعتُ إليه واعتمدتُ عليه. وقال الشاعر:
ألِهْتُ إليهَا والرَّكائبُ وُقَّفُ (١)
ومعناه: أن الخلق يفزعون ويتضرعون إليه في الحوادث والحوائج، فهو يألههم، أي يجيرهم، فسُمِّي إلهًا، كما يقال: إمام للذي يؤتم به، ولحاف ورداء وكساء وإزار للثوب الذي يُلتحَفُ ويُرتَدى به (٢). وهذا معنى قول ابن عباس والضحاك (٣).
وقال أبو عمرو بن العلاء (٤):

(١) ذكره البغوي في "معالم التنزيل" ١/ ٥٠.
(٢) "النكت والعيون" للماوردي (ص ٥١)، "مفاتيح الغيب" للرازي ١/ ١٥٩، "الجامع لأحكام القرآن" للقرطبي ١/ ٨٩، "أنوار التنزيل" للبيضاوي ١/ ١٦.
(٣) أخرج الحيري في "الكفاية في التفسير" ١/ ٤ بسنده من طريق السدي، عن الكلبي، عن أبي صالح، عن ابن عباس في تفسير لفظ الجلالة (الله) قال: لأنَّ الخلق يألهون إليه في الحوائج، أي: يفزعون.
ورُوي نحوه عن الضحاك، ذكره السمرقندي في "بحر العلوم" ١/ ٧٦، والقرطبي ١/ ٨٩.
(٤) هو: أبو عمرو بن العلاء بن عمار بن العريان التميمي، ثم المازني، البصري. شيخ القراء والعربية. اختلف في اسمه على أقوال: أشهرها: زبَّان، وقيل: العريان. برز في الحروف، وفي النحو، وتصدر للإفادة مدة، واشتهر بالفصاحة والصدق وسعة العلم، وانتصب للإقراء في زمن الحسن البصري.
قال أبو عبيدة: كان أعلم الناس بالقراءات والعربية والشعر وأيام العرب. توفي سنة (١٥٤ هـ). =


الصفحة التالية
Icon