وقال قوم: إلهيته من صفات ذاته، وهي قدرته على الاختراع (١).
وقال الحارث بن أسد المحاسبي (٢): الله من ألههم، أي: أحوجهم إليه، فالعباد مولوهون إلى إلههِم، أي: مضطرون إليه في المنافع والمضار، كالولِه (٣) المضطر المغلوب (٤).
وقيل: هو مأخوذ من قول العرب: ألهتُ بالمكان: إذا أقمت به. قال الشاعر:
أَلِهْنَا بِدارٍ مَا تَبيدُ رُسُومُها... كأنَّ بَقَايَاهَا وِشامٌ عَلَى اليَدِ (٥)
وكأنَّ معناه: الدائم الثابت الباقي.
وقال أبو بكر الوراق: هو السيد.
وغلَّظ بعض القراء اللام من قوله (الله) حتى طبّقوا اللسان به

(١) عند أهل السنة والجماعة: هو المستحق للعبادة. قال شيخ الإسلام ابن تيمية: وليس المراد بـ (الإله) هو القادر على الاختراع كما ظنه من ظنه من أئمة المتكلمين.. بل الإله الحق هو الذي يستحق أن يعبد، فهو إله بمعنى مألوه، لا (إله) بمعنى: آله.. "العقيدة التدمرية" (ص ١٨٥).
(٢) الحارث بن أسد المحاسبي البغدادي، الزاهد، العارف، شيخ الصوفية، صاحب التصانيف الزهدية. توفي سنة (٢٤٣ هـ).
"طبقات الصوفية" للسلمي (ص ٥٦)، "حلية الأولياء" لأبي نعيم ١٠/ ٧٩، "سير أعلام النبلاء" للذهبي ١٢/ ١١٠.
(٣) في (ش): كالواله.
(٤) لم أجده.
(٥) البيت بلا نسبة في "تاج العروس" للزبيدي (أله). وانظر: "المعجم المفصل في شواهد اللغة العربية" ٢/ ٤٧٧. والشاهد قوله: (ألِهنا) أي: بقينا.


الصفحة التالية
Icon