الحنك لفخامة ذكره، وليفرق عند الابتداء بذكره بينه وبين اللات (١).
﴿الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ﴾:
قال قوم: هما بمعنى واحد، مثل: ندمان ونديم، وسلمان وسليم، ولهفان ولهيف.
ومعناهما: ذو الرحمة. والرحمة: إرادة الله الخير لأهله، وهي على هذا القول صفة ذات. وقيل: هي ترك عقوبة من استحق (٢) العقوبة، وابتداء (٣) الخير إلى من لا يستحق، وعلى هذا القول صفة فعل (٤)، فجمع بينهما للإتباع والاتساع (٥)، كقول العرب: جادٌّ

(١) انظر: "الدر المصون" للسمين الحلبي ١/ ٢٧ - ٢٨.
(٢) في (ش): يستحق.
(٣) في (ن): وإسداء.
(٤) الرحمن والرحيم من أسماء الله عز وجل دالَّان على اتصافه بالرحمة. وهي من صفاته التي لا تشبه صفات المخلوقين، بل نثبتها له على قاعدة أهل السنة والجماعة: الإيمان بما وصف الله به نفسه، وبما وصفه به رسوله - ﷺ - من غير تحريف ولا تعطيل ولا تكييف ولا تمثيل.
وصفة الرحمة تكون ذاتية باعتبار أنها لا تنفك عن الله عز وجل، وتكون صفة فعلية؛ لأن الله يرحم من يشاء.
وقد أوَّل كثير من المفسرين هذِه الصفة، وقالوا: الرحمة إرادة الله الخير لأهله، أو ترك عقوبة من يستحقها، أو إرادة الإنعام والفيض والإحسان، أو إيصال الخير والنعمة، ونحو هذِه الألفاظ. وكل هذِه التأويلات مجانبة للصواب.
انظر: "العقيدة الواسطية" لابن تيمية (ص ٤٧، ١٠٦) مع الشرح، "تهذيب التفسير وتجريد التأويل" ١/ ١٦ لعبد القادر شيبة الحمد.
(٥) في (ن): للإشباع والاتساع. وفي (ش): للإتباع والإشباع.


الصفحة التالية
Icon