وفرَّق الآخرون بينهما: فقال بعضهم: الرحمن اسم مبني على فعلان، وهو لا يقع إلا على مبالغة الفعل، نحو قولك: رجل غضبان، للممتلئ (١) غضبًا، وسكران لمن غلب عليه الشراب، فمعنى ﴿الرَّحْمَنِ﴾: الذي وسعت رحمته كل شيء (٢).
وقال بعضهم: الرحمن: العاطف على جميع خلقه، كافرهم ومؤمنهم، برهم وفاجرهم، بأن خلقهم ورزقهم، قال الله عز وجل: ﴿وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ﴾ (٣) والرحيم: بالمؤمنين خاصة، بالهداية والتوفيق في الدنيا، والجنة والرؤية في العقبى. قال الله تعالى: ﴿وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا﴾ (٤).
والرحمن خاص اللفظ، عام المعنى، والرحيم عام اللفظ، خاص المعنى. فالرحمن خاص من حيث إنَّه لا يجوز أن يسمى به أحد غير الله عز وجل، عام من حيث إنَّه (يشتمل على) (٥) جميع الموجودات من طريق الخلق والرزق والنفع والدفع (٦)، والرحيم

= والمين: الكذب. والشاهد قوله: كذبًا ومينًا، حيث أكد الكذب بالمين، وهو بمعناه.
(١) في (ش): للمبتلى.
(٢) "اشتقاق أسماء الله" للزجاجي (ص ٤٠)، "جامع البيان" للطبري ١/ ٥٦، "معاني القرآن" للزجاج ١/ ٤٣، "بحر العلوم" للسمرقندي ١/ ٧٦، ٧٧، "الجامع لأحكام القرآن" للقرطبي ١/ ٩١.
(٣) الأعراف: (١٥٦).
(٤) الأحزاب: (٤٣).
(٥) في (ن): يشمل.
(٦) في (ن): والرفع.


الصفحة التالية
Icon