عام من حيث إشراك (١) المخلوقين في التسمي به، خاص من طريق المعنى؛ لأنه يرجع إلى اللطف والتوفيق (٢).
وهذا معنى قول جعفر بن محمد الصادق (٣) رحمه الله: الرحمن اسم خاص بصفة عامة، والرحيم اسم عام بصفة خاصة (٤). وقول ابن عباس - رضي الله عنهما -: هما اسمان رقيقان، أحدهما أرقُّ من الآخر (٥).

(١) في (ش): اشتراك.
(٢) "جامع البيان" للطبري ١/ ٥٦، "البسيط" للواحدي ١/ ٢٦٩، "تفسير القرآن العظيم" لابن كثير ١/ ١٩٨ - ١٩٩.
(٣) جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، أبو عبد الله القرشي، شيخ بني هاشم، الهاشمي العلوي، المدني، أحد الأعلام، صدوق، فقيه، إمام. توفي سنة (١٤٨ هـ).
"تهذيب الكمال" للمزي ٥/ ٧٤، "سير أعلام النبلاء" للذهبي ٦/ ٢٥٥، "تقريب التهذيب" لابن حجر (٩٥٨).
(٤) ذكره أبو حيان في "البحر المحيط" ١/ ١٢٩.
(٥) أخرج البيهقي في "شعب الإيمان" ٢/ ٤٤٧ (٢٣٦٢) عن ابن عباس حديثًا مرفوعًا طويلا وفيه ".. فإذا قال العبد: بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ. قال الله عز وجل: عبدي دعاني باسمين رقيقين، أحدهما أرق من الآخر، فالرحيم أرق من الرحمن، وكلاهما رقيقان" الحديث، وإسناده ضعيف.
وأخرج البيهقي أيضًا في "الأسماء والصفات" ١/ ١٣٩ (٨٢) من طريق السدي، عن الكلبي، عن أبي صالح، عن ابن عباس قال: الرحمن، وهو الرقيق، الرحيم، وهو العاطف على خلقه بالرزق، وهما اسمان رقيقان، أحدهما أرق من الآخر. وإسناده ضعيف جدًّا، وجاء في "تنوير المقباس" (ص ٢) المنسوب إلى ابن عباس نحوه من الطريق الواهية السابقة نفسها، وأخرج البيهقي في "الأسماء والصفات" ١/ ١٣٩ (٨٣) نحوه عن مقاتل بن سليمان عمن يروي "تفسيره" عنه من التابعين. وإسناده ضعيف جدًّا. =


الصفحة التالية
Icon