..................................

= الأَصْبهانِيّ للسَّرخسي ١/ ١٦، "أحكام القرآن" للجصَّاص ١/ ٩٠٨، "نصب الراية" للزيلعي ١/ ٣٢٧، "الاستذكار" لابن عبد البر ٢/ ١٧٦، "المحلى" ١٣/ ٢٥١، "جامع البيان" للطبري ١/ ٥٠، "صحيح ابن خزيمة" ١/ ٢٤٩، "اللباب في تفسير الاستعاذة والبسملة وفاتحة الكتاب" لسليمان اللاحم (ص ١١٤).
ومن الأدلة على هذا القول ما يلي:
١ - حديث أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال: بينا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ذات يوم بين أظهرنا، إذ أغفى إغفاءة، ثم رفع رأسه متبسِّمًا، فقلنا: ما أضحكك يَا رسول الله؟ قال: "أنزلت علي آنفًا سورة". فقرأ: " ﴿بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ * إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ (١)﴾ ". رواه مسلم كتاب الصلاة، باب حجة من قال: البسملة آية من أول كل سورة سوى براءة (٤٠٠).
فالبسملة رغم أنها أنزلت مع هذِه السورة، وقرأ بها النَّبِيّ -صلى الله عليه وسلم- ومع ذلك لم تُعد آية منها، فقد أجمع النَّاس على أنَّ سورة الكوثر ثلاث آيات، بدون بسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم، كما أجمعوا على أن سورة الإخلاص أربع آيات بدون البسملة.
٢ - حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - عن النَّبِيّ -صلى الله عليه وسلم- قال: "إنَّ سورة من القرآن ثلاثون آية، شفعت لرجل حتَّى غُفر له، وهي سورة ﴿تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ﴾ ".
رواه التِّرْمِذِيّ كتاب فضائل القرآن، باب ما جاء في فضل سورة الملك (٢٨٩١). وقال التِّرْمِذِيّ: حديث حسن.
فالنبي -صلى الله عليه وسلم- ابتدأ سورة الملك دون ذكر البسملة، مما يدل على أنها ليست من السورة. علمًا بأن العلماء متفقون على أن سورة تبارك ثلاثون آية بدون البسملة.
٣ - حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - عن النَّبِيّ -صلى الله عليه وسلم- قال: "قال الله تعالى: قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين، ولعبدي ما سأل، فإذا قال العبد ﴿الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ﴾ قال الله تعالى حمدني عبدي.. " الحديث.
رواه مسلم كتاب الصلاة، باب وجوب قراءة فاتحة الكتاب (٣٩٥ هـ).
فهذا الحديث يدل على أن البسملة ليست من الفاتحة، إذ إن الله تعالى بدأ الفاتحة بـ ﴿الْحَمْدُ لِلَّهِ﴾ ولو كانت البسملة آية من الفاتحة لابتدأ بها، وعدَّها آية منها. =


الصفحة التالية
Icon