..................................

= بأسانيدهم، دون تنبيههم على ما فيه، مع خطورة صنيعهم على من يقرأ تفاسيرهم فيغتر بما فيها، خصوصًا وهي مقرونة بتفسير كلام الله تعالى، ومن ذلك ما ورد في "تدريب الراوي" للسيوطي ١/ ٣٤١ في حديثه عن هذا الحديث الموضوع المروي عن أبي بن كعب في فضائل السور حيث قال ما نصه: وقد أخطأ من ذكره من المفسرين في تفسيره كالثعلبي والواحدي والزمخشري والبيضاوي، قال العراقي: لكن من أبرز إسناده منهم كالأولين -يعني الثعلبي والواحدي- فهو أبسط لعذره، إذ أحال ناظره على الكشف عن سنده وإن كان لا يجوز له السكوت عليه وأما من لم يبرز سنده وأورده بصيغة الجزم فخطؤه أفحش.
وقد وجدتُ المصنف رحمه الله وغفر له يرويه بإسناده عن أُبي بن كعب - رضي الله عنه - الذي يُروى عنه الحديث -في حدود السور الست التي تخصُّني- من طرق ثلاثة: -
١ - طريق زر بن حبيش في افتتاح ثلاث سور: هنا وفي سورة لقمان: والسند فيها أقوم سياقًا، وفي سورة القصص، وهو أكثرها خللًا.
٢ - طريق أبي أمامة - رضي الله عنه - في سورتين: العنكبوت والروم.
٣ - طريق ابن عباس - رضي الله عنه - عن أُبيّ، في سورة السجدة.
وسأذكر مجمل كلام العلماء عليه وعلى طرقه هنا، حتى أستغني بذلك عن التكرار في السور الآتية وقد وجدتُ في رسالة من سبقني في تحقيق جزء من هذا الكتاب من سورة المدثر إلى سورة الفجر -صلاح باعثمان- وجدتُه قد تتبع طرق هذا الحديث وأورد كلام العلماء على أسانيده، وأقوال النقاد في رواته، وتقريرات المحدثين بوضعه وكذبه فأجاد وأفاد، وسمّى عددا من السور التي أورد فيها المصنف هذا الحديث، لكني لم أجد فيما ذكره -مما عندي- إلا سورة النمل فقط مع كونه حصر طُرقه التي جاء منها في أربعة فذكر هذِه الثلاثة، ورابعها: الذي هو طريق عبد الرحمن بن أبزى، وهذا الحصر مجهود ليس بالهين.
الطريق الأول: طريق زر بن حبيش، في إسناده مخلد بن عبد الواحد، أبو الهذيل البصري، قال عنه ابن حبان: منكر الحديث جدًّا "المجروحين" ٣/ ٤٢ - ٤٣. =


الصفحة التالية
Icon