..................................

= وذكره الذهبي في "ميزان الاعتدال" ٤/ ٨٣، بذاك الخبر الطويل الباطل في فضل السور فقال: ما أدري من وضعه؛ إن لم يكن مخلد افتراه.
الطريق الثاني: طريق أبي أمامة، وفي إسناده هارون بن كثير قال عنه الإمام ابن عدي في "الكامل" ٧/ ٢٥٨٨: ليس بمعروف، وذكر حديثه هذا، وقال: غير محفوظ عن زيد، يعني: ابن أسلم الذي يرويه عنه.
والطريق الثالث: طريق ابن عباس، في إسناده نوح ابن أبي مريم أبو عصمة ويُعرف بنوح الجامع، ذكر الحاكم أبو عبد الله أنه وضع حديث فضائل القرآن كما في ترجمته من "تهذيب التهذيب" لابن حجر ٤٣٥، وفي "تقريب التهذيب" لابن حجر ترجمة (٧٢١٠)، أنهم كذبوه في الحديث، وقول الإمام ابن المبارك: كان يضع. وقد روى ابن الجوزي في "الموضوعات" ١/ ٣٩١ - ٣٩٢ - من طريق العقيلي -وهو في ضعفائه ١/ ١٥٧، عن الإمام عبد الله بن المبارك قوله: أظن الزنادقة وضعته، وقد انتقد ابن الجوزي على المصنف الثعلبي تفريقه لهذا الحديث في تفسيره وأنه ذكر عند كل سورة منه ما يخصها، ومتابعة الواحدي له على صنيعه هذا، وقوله: لم أعجب منهما؛ لأنهما ليسا من أصحاب الحديث، وإنما عجبت من أبي بكر بن أبي داود -وهو عبد الله السجستاني كما في "فتح المغيث" للسخاوي (١/ ٢٨٧) - كيف فرّقه على كتابه الذي صنفه في "فضائل القرآن" وهو يعلم أنه حديث مُحال، ولكنه شره المحدثين، فإن من عادتهم تنفيق حديثهم ولو بالبواطيل، وهذا قبيح منه... ، ومقصودُه بالمحدثين عموم الرواة والنقلة الذين لا يتحرَّون فيما ينقلونه، وليس المحدثين ذوي التثبُّت والتحري، وإن كان قد سمَّى ابن أبي داود، فحالةُ مثله بين المحدثين نادرة، كما في ترجمته من "سير أعلام النبلاء" للذهبي ١٣/ ٢٢٨ - ٢٣١، ونسب السيوطي في "اللآلئ المصنوعة" ١/ ٢٢٧ سند ابن أبي داود، بحديث أُبي بن كعب، لكتابه "فضائل القرآن"، قال ابن الجوزي: وهذا حديث في فضائل السور مصنوع بلا شك، وذم صنيع واضعه بقوله: استقرأ السور، وذكر في كل واحدة ما يُناسبها من الثواب بكلام ركيك في =


الصفحة التالية
Icon