في النار وهو الله سبحانه، عنى به نفسه عز وجل، وتأويل هذا القول أنه كان فيها لا على معنى (١) تمكن الأجسام لكن على معنى أنه نادى موسى عليه السلام منها وأسمعه كلامه من جهتها وأظهر له ربوبيته من ناحيتها وهو كما روي (٢) أنه مكتوب في التوراة: جاء الله من سيناء (٣) وأشرق من ساعين (٤) واستعلن من جبال فاران (٥)، فمجيئه عز وجل من سيناء بعثته موسى عليه السلام منها، ومن ساعين بعثته المسيح عليه السلام منها

= ٦/ ١٥٥، والقرطبي في "الجامع لأحكام القرآن" للقرطبي ١٣/ ١٥٨، وأبو حيان "البحر المحيط" ٧/ ٥٤، وابن كثير في "تفسير القرآن العظيم" ١٠/ ٣٩٢ - ٣٩٣، والشوكاني في "فتح القدير" ٤/ ١٥٨، والألوسي في "روح المعاني" ١٩/ ١٦١ بمعناه.
(١) من (س).
(٢) سيأتي نقل الحموي لهذا الخبر عن التوراة.
(٣) سيناء: اسم موضع بالشام يضاف إليه الطور، وهو اسم الجبل الذي كلم الله عليه موسى عليه السلام. "معجم البلدان" لياقوت ٣/ ٣٠٠.
(٤) الصواب (ساعير) بالراء، وهو المثبت في المعاجم وذكره ياقوت الحموي وقال: في التوراة اسم لجبال فلسطين وهو من حدود الروم وهي قرية من الناصرية بين طبرية وعكا.
"معجم البلدان" لياقوت ٣/ ١٧١، "معجم بلدان فلسطين" (٤٣٩).
(٥) وردت في (س) بالقاف على الخطأ في الموضعين، وهي كلمة عبرانية معربة، وهى من أسماء مكة ذُكرت في التوراة.. وفي التوراة: جاء الله من سيناء وأشرق من ساعير واستعلن من فاران، مجيئه من سيناء تكليمه لموسى عليه السلام وإشراقه من ساعير وهي جبال فلسطين هو إنزاله الإنجيل على عيسى عليه السلام واستعلانه من جبال فاران إنزاله القرآن على محمد - ﷺ - قالوا وفاران جبال مكة.
انظر: "معجم البلدان" لياقوت ٣/ ٢٢٥.


الصفحة التالية
Icon