قام فينا رسول الله - ﷺ - بأربع فقال: "إن الله عز وجل لا ينام ولا ينبغي له أن ينام يخفض القسط (١) ويرفعه، يرفع إليه عمل الليل قبل [عمل] (٢) النهار وعمل النهار قبل عمل (٣) الليل، حجابه النار (٤) لو كشفها لأحرقت سُبُحات (٥) وجهه كل شيءٍ أدركه بصره". ثم قرأ أبو عبيدة ﴿أَنْ بُورِكَ مَنْ فِي النَّارِ وَمَنْ حَوْلَهَا وَسُبْحَانَ اللَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ﴾ الآية (٦) (٧).

(١) القسط: الميزان سُمّيَ به من القسط العدل، أراد أن الله يخفض ويرفع ميزان أعمال العباد المرتفعة إليه وأرزاقهم النازلة من عنده كما يرفع الوزّان يده ويخفضها عند الوزن وهو تمثيل لما يقدِّره الله وينْزِله، وقيل أراد بالقسط القِسْمَ من الرزق الذي يُصيب كل مخلوق وخفضه: تقليله، ورفعه: تكثيره.
"لسان العرب" لابن منظور ٧/ ٣٧٧، "النهاية في غريب الحديث والأثر" لابن الأثير ٢/ ٥٣.
(٢) زيادة من مصادر التخريج وهي ضرورة ليتمَّ المعنى.
(٣) ساقطة من (س)، (ح).
(٤) في (س): النور.
(٥) سُبُحات الله: جلاله وعظمته، وهي في الأصل جمع سُبْحة، وقيل أضواء وجهه، وقيل: سبحات الوجه: محاسنه لأنك إذا رأيت الحَسَن الوجه قلت: سبحان الله، وقيل: معناه: تنزيه له أي سبحان وجهه، وقيل إن سبحات وجهه كلام معترض بين الفعل والمفعول، أي: لو كشفها لأحرقت سبحات الله كل شيء أبصره كما تقول: لو دخل الملكُ البلد لقتل -والعياذ بالله- كل من فيه وأقرب من هذا كله أن المعنى: لو انكشف من أنوار الله التي تحجب العباد عنه شيءٌ لأهلك كل من وقع عليه ذلك النور كما خرّ موسى عليه السلام صعقًا وتقطّعْ الجبل دكا لقا تجلى الله سبحانه وتعالى. "لسان العرب" لابن منظور ٢/ ٤٧٣، "النهاية في غريب الحديث والأثر" ٢/ ٣٣١.
(٦) من (س).
(٧) [٢٠٧٥] الحكم على الإسناد:
رجاله ثقات إلا شيخ المصنف لم يذكر بجرح أو تعديل. =


الصفحة التالية
Icon