وقيل (١) معناه: بورك من في النار سلطانه وقدرته فيمن حولها.
وقال آخرون (٢): هذا التبريك عائد إلى موسى عليه السلام والملائكة ومجاز الآية: بورك من في طلب النار وقَصدها وبالقرب (٣) منها (٤)، وهذا كما يقال: بلغ فلان البلد إذا قرب منه وورد فلان الماء لا يريدون أنه في وسطه، ويقال: أعطه من في الدار، يريدون من هو فيها مقيم أو شريك، وإن لم يكن في الوقت في الدار، ونحوها كثير.
ومعنى الآية: بورك فيك يا موسى وفي الملائكة الذين حول النار وهذا تحية من الله تعالى (٥) لموسى عليه السلام وتكرمة له كما حيّا إبراهيم عليه السلام على ألسنة الملائكة حين دخلوا عليه فقالوا: {رَحْمَتُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ

= التخريج:
أخرجه مسلم، كتاب الإيمان، باب قوله عليه السلام: "إن الله لا ينام" (١٧٩)، والجزء الأخير منه أخرجه ابن ماجه المقدمة، باب فيما أنكرت الجهمية (١٩٦) وغيره، والقول الذي استدل الثعلبي عليه بهذا الدليل هو الذي قاله ابن كثير في "تفسير القرآن العظيم" ١٠/ ٣٩٣.
(١) وهو ابن عباس كما ذكره البغوي في "معالم التنزيل" ٦/ ١٤٤ - ١٤٥، والقرطبي في "الجامع لأحكام القرآن" ١٣/ ١٥٩، ولم ينسباه، وأخرجه ابن أبي حاتم عنه كما في "الدر المنثور" للسيوطي ١١/ ٣٣٥.
(٢) قاله محمد بن كعب كما في "زاد المسير" لابن الجوزي ٦/ ١٥٥، ونسبه القرطبي في "الجامع لأحكام القرآن" للسدي ١٣/ ١٥٨.
(٣) يعني: ومن هو بالقرب منها، وهو موسى، وهو الآتي في طلبها وفي قصدها.
(٤) ذكره الواحدي في "الوجيز" ٢/ ٨٠٥، وابن الجوزي في "زاد المسير" ٦/ ١٥٥ ولم ينسباه.
(٥) وهذا المعنى ذكره الواحدى في "تفسيره" ٢/ ٨٠٠.


الصفحة التالية
Icon