قال مقاتل: كان سليمان -عليه السلام- أعظم مُلكًا من داود -عليه السلام- وأقضى منه وكان داود أشد تعبدًا منه (١) عليهما السلام (٢).
﴿وَقَالَ﴾ سليمان شاكرًا لنعم الله عليه: ﴿يَا أَيُّهَا الْنَّاسُ عُلِمْنَا مَنْطِقَ الْطَّيرِ﴾ (٣) جعل ذلك من الطير كمنطق بني آدم إذ فهمه عنها ﴿وَأُوتِينَا مِنْ كُلِّ شَيْءٍ إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْفَضْلُ الْمُبِينُ﴾.
قال مقاتل في هذِه الآية: كان سليمان -عليه السلام- جالسًا إذ مرّ به طائر يُصَوِّت (٤) فقال -عليه السلام- لجلسائه: هل تدرون ما يقول هذا الطائر الَّذي مر بنا؟ قالوا: أنت أعلم، فقال سليمان -عليه السلام- إنه قال لي: السلام عليك

= نُوَرث ما تركناه فهو صدقة" فالمراد إرث العلم، فاله المناوي في "فيض القدير" ٥/ ٢٩، وذكر نحوه ابن عطية في "المحرر الوجيز" ١١/ ١٧٢، والقرطبي ١٣/ ١٦٤.
(١) في (س)، (ح): من سليمان.
(٢) انظر: "تفسير مقاتل" ٣/ ٢٩٩، وذكره البغوي في "معالم التنزيل" ٦/ ١٤٨، والقرطبي في "الجامع لأحكام القرآن" ١٣/ ١٦٤، ونسباه لمقاتل، وذكره الزمخشري في "الكشاف" ٣/ ١٤٥ بلفظ: وكان داود أكثر تعبدًا وسليمان أقضى وأشكر لنعمة الله.
(٣) منطق الطير: كَلَامَهُ، وقال ابن العربي: صوت تتفاهمُ به في معانيها على صيغةٍ واحدة بخلاف منطِقِنا، فإنه على صيغٍ مختلفة، تفهم به معانيها.
"معاني القرآن" للفراء ٢/ ٢٨٨، "أحكام القرآن" لابن العربي ٢/ ٤٧٢.
(٤) في (س)، (ح): يطوف، ومعنى صوت أصدر صوتًا، وقال ابن السكيت: الصوت: صوت الإنسان وغيره، والجمعُ أَصوات.
انظر: "تاج العروس" للزبيدي ١١/ ١٢٧، "العين" للخليل ٧/ ١٤٦، "لسان العرب" لابن منظور ٢/ ٥٧ (صوت).


الصفحة التالية
Icon