فانطلقت إليه وقد جعل الله تعالى عليه النار بردًا وسلامًا فاحتملته، ثم قال (١): إنّ أُمَّ موسى عليه السلام لما رأت إلحاح فرعون في طلب الولدان خافت على ابنها فقذف الله عز وجل في نفسها أن تتخذ له (٢) تابوتًا (٣) ثم تقذف بالتابوت في اليمّ وهو النيل (٤) فانطلقت إلى رجل نجار من أهل مصر من قوم فرعون فاشترت منه تابوتًّا صغيرًا فقال لها النجار: ما تصنعين بهذا التابوت؟
قالت: ابن لي أخبئه في التابوت وكرهت (٥) الكذب، قال: ولمَ؟، قالت: أخشى عليه كيدَ فرعونَ. فلما اشترت التابوت وحملته فانطلقت انطلق النجار إلى أولئك الذبّاحين ليخبرهم بأمر أم موسى عليه السلام فلما هَمَّ بالكلام أمسك الله عز وجل لسانه فلم ينطق الكلام وجعل يشير بيده فلم يَدرِ الأمناء ما يقول، فلمّا أعياهم قال كبيرهم: اضربوه فضربوه وأخرجوه، فلما انتهى النجار إلى موضعه ردَّ سبحانه عليه لسانه فتكلم فانطلق أيضًا (٦) يريد الأمناء (٧) فأتاهم ليخبرهم فأخذ الله عز وجل لسانه وبصره فلم ينطق الكلام ولم يبصر شيئًا، فضربوه وأخرجوه فوقع في واد

(١) ساقطة من (س).
(٢) من (س)، (ح).
(٣) في (س) بزيادة: وتجعله فيه.
(٤) أي: نيل مصر حماها الله، واليم: البحر. "لسان العرب" لابن منظور ٤/ ٤٢.
(٥) في (س) بزيادة: إليه.
(٦) في (ح): إنما.
(٧) في (س): الإمضاء.


الصفحة التالية
Icon