يهوي فيه حيران فجعل لله عز وجل (١) إنّ ردَّ لسانه وبصره أن لا يدل عليه وأن يكون معه (٢) يحفظه حيث ما كان، فعرف الله عز وجل منه الصدق فردّ عليه بصره ولسانه فخر لله ساجدًا، فقال يا رب دُلني على هذا العبد الصالح فدله الله تعالى عليه.
وألقته في البحر، وكان لفرعون يومئذ بنت لم يكن له ولدٌ غيرها، وكانت من أكرم الناس عليه، وكان لها كل يوم ثلاث حاجات ترفعها إلى فرعون (٣) وكان بها برص (٤) شديد (مسلخة برصًا) (٥) وكان فرعون قد جمع لها أطباء مصر والسحرة فنظروا في (٦) أمرها فقالوا له: أيها الملك لا تبرأ إلا من قِبَل البحر يوجد (٧) منه شبه الإنسان فيؤخذ من ريقه فيلطخ به برصها فتبرأ من ذلك، وذلك في يوم كذا وساعة كذا حين تشرق الشمس، فلما كان يوم الاثنين غدا فرعون إلى مجلس كان له على شفير (٨) النيل ومعه امرأته آسية بنت مزاحم، وأقبلت بنت فرعون في جواريها حتى جلست على شاطئ

(١) يعني: نَذَرَ لله.
(٢) في (ح) بزيادة: حتى.
(٣) في (س) بزيادة: فيقضي لها.
(٤) البَرَصُ: داءٌ معروف نسأل الله العافية منه ومن كلِّ داء، وهو بياض يقَعُ في الجسد. "لسان العرب" لابن منظور ٧/ ٥.
(٥) ما بين القوسين سقط من (س).
(٦) سقطت من (س).
(٧) في (ح): يؤخذ.
(٨) شفير كل شيء حرفه وطرفه. "لسان العرب" لابن منظور ٤/ ٤١٩.


الصفحة التالية
Icon