﴿وَهُمْ لَهُ نَاصِحُونَ﴾ والنصح: إخلاص العمل من شائب الفساد وهو نقيض الغش (١)، قالوا: نعم فأتينا بها فانطلقت إلى أمها فأخبرتها بحال ابنها وجاءت بها إليهم فلما وجد الصبي ريحَ أُمِه قبِلَ ثديها. (فذلك قوله -عز وجل-:
١٣ - ﴿فَرَدَدْنَاهُ إِلَى أُمِّهِ كَيْ تَقَرَّ عَيْنُهَا وَلَا تَحْزَنَ وَلِتَعْلَمَ أَنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ (١٣)﴾
أن الله تعالى وعدها ردَّهُ إليها، قال السدي وابن جريج: لما قالت أخت موسى -عليه السلام- ﴿هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى أَهْلِ بَيْتٍ يَكْفُلُونَهُ لَكُمْ وَهُمْ لَهُ نَاصِحُونَ (١٢)﴾ أخذوها وقالوا: إنكِ قد عرفت هذا الغلام فدلينا على أهله فقالت: ما أعرفه ولكني إنما قلت: هم للملِك ناصحون (٢) (٣).

(١) انظر: "لسان العرب" لابن منظور ٢/ ٦٥١، وقال الراغب: والنصحُ تحرّي فعلٍ أو قولٍ فيه صلَاحُ صاحِبِهِ، "مفردات ألفاظ القرآن" للراغب الأصفهاني (٤٩٤).
(٢) أخرجه الطبري في "جامع البيان" ٢٠/ ٤١، "تاريخ الرسل والملوك" ١/ ٣٨٩، وأخرجه ابن أبي حاتم في "تفسير القرآن العظيم" ٩/ ٢٩٥٠ عن السدي، وذكره عن السدي وابن جريج البغوي في "معالم التنزيل" ٦/ ١٩٥، والزمخشري في "الكشاف" ٣/ ١٦٧، وابن عطية "المحرر الوجيز" ٤/ ٢٧٩، والنسفي في "مدارك التنزيل" ٣/ ٢٢٨، وزاد في نسبته السيوطي في "الدر المنثور" ١١/ ٤٣٤ لابن المنذر عن ابن جريج، وذكره الألوسي "روح المعاني"٢٠/ ٥٥ من غير نسبة.
(٣) ما بين القوسين ساقط من (س)، وجاء مكانه التالي: وقيل: لما صار... فرعون قال لا بد له ممن يرضعه فالتسموا له فنودي في المدينة أن الملك له ولد غلام فمن يُرضعه ينال من الملك المواهب فلم يبق قبطية ولا إسرائيلية إلا جاءت رغبة في المال والجاه فقالت أم موسى لأخته انظري يا بنية خبر هذا الطفل فخرجت تتبع =


الصفحة التالية
Icon