يعني: أن البلاء لا يدفع عنهم لقولهم: ﴿آمَنَّا﴾.
واختلفوا في سبب نزول هذِه الآية: فقال ابن جريج وابن عمير: نزلت في عمار بن ياسر إذ كان يُعذَّبُ في الله تعالى (١).
وقال الشعبي: نزلت هاتان الآيتان في أُناسٍ كانوا بمكة قد أقروا بالإسلام، فكتب إليهم أصحاب رسول الله - ﷺ - من المدينة إنه لا يقبل منكم إقرار بالإسلام حتى تهاجروا، فخرجوا عائدين إلى المدينة، فاتبعهم المشركون فردوهم فنزلت هذِه الآية، فكتبوا إليهم أنه قد نزلت فيكم آية كذا وكذا، فقالوا: نحرج، فإن اتبعنا أحد قاتلناه فخرجوا فاتَّبعهم المشركون، فقاتلوهم، فمنهم من قتل ومنهم من نجا، فأنزل الله تعالى فيها هاتين الآيتين (٢).
وقال مقاتل: نزلت في مهجع بن عبد الله مولى عمر بن الخطاب

= وقال مجاهد: بلفظ (يبتلون في أنفسهم وأموالهم) كما أخرجه الطبري في "جامع البيان" ٢٠/ ١٢٨، وذكره الزجاج في "معاني القرآن" ٤/ ١٥٩ ولم ينسبه، ونسبه لمجاهد، وأبو حيان في "البحر المحيط" ٧/ ١٣٦.
(١) الأثر أخرجه الطبري في "جامع البيان" ٢٠/ ١٢٩، وابن أبي حاتم في "تفسير القرآن العظيم" ٩/ ٣٠٣٢، وذكره الواحدي في "الوسيط" ٣/ ٤٦٠، والزمخشري في "الكشاف" ٣/ ١٦٩، وابن عطية في "المحرر الوجيز" ٤/ ٣٠٥، وأخرجه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" ٤٣/ ٣٧٥، وذكره الرازي في "مفاتيح الغيب" ٢٥/ ٢٧، والقرطبي في "الجامع لأحكام القرآن" ١٣/ ٣٢٣، وأبو حيان في "البحر المحيط" ٧/ ١٣٤، وزاد في نسبته السيوطي في "الدر المنثور" ١١/ ٥٢٩ لابن المنذر، وذكره أيضًا في "لباب النقول" (١٦٦)، وذكره عبد الفتاح القاضي في "أسباب النزول" (١٧٠)، والألوسي في "روح المعاني" ٢٠/ ١٣٥.
(٢) أخرجه الطبري في "جامع البيان" ٢٠/ ١٢٩، وابن أبي حاتم في "تفسير القرآن =


الصفحة التالية
Icon