قال: لا، والله لا أدعك حتى تعطيني كفيلًا، فأعطاه كفيلًا ثم خرج إلى أُحد، ثم رجع أُبي بن خلف فمات بمكة من جراحته التي جرحَهُ رسول الله - ﷺ - حين بارزه، وظهرت الروم على فارس يوم الحديبية وذلك عند رأسِ سبع سنين من مناحبتهم (١) هذا قول أكثر المفسرين.
وقال أبو سعيد الخدري ومقاتل: لما كان يومُ بدرٍ غلب المسلمون كفار مكة وأتاهم الخبر أن الروم قد غلبوا فارس ففرح المؤمنون بذلك (٢).
قال الشعبي: لم تمضِ تلك المدة التي عقدوا المناحبة بينهم، أهل

(١) أخرجه البخاري في "التاريخ الكبير" ٨/ ١٣٩، والطبري في "جامع البيان" ٢١/ ١٨ - ١٩، "تاريخ الرسل والملوك" ١/ ٤٦٨، وأورد هذا الأثر ابن كثير في "تفسير القرآن العظيم" ١١/ ٩ - ١٠، وقال: روي نحو هذا مرسلًا عن جماعة من التابعين مثل: عكرمة والشعبي ومجاهد وقتادة والسدي والزهري وغيرهم، ومن أغرب هذِه السياقات ما رواه الإمام سنيد بن داود في "تفسيره" ثم قال: فهذا سياق غريب وبناء عجيب، وكذا استغربه الزيلعي في "تخريج أحاديث وآثار الكشاف" ٣/ ٥٤، ونسبه لتفسير سنيد وقال: وهذا مرسل، وذكر الترمذي منه قطعة وقال فيه: وكان ذلك قبل تحريم الرهان، وروى الحاكم في "مستدركه" أيضًا منه قطعة يسيرة، وهو في "سنن الترمذي" كتاب التفسير، باب ومن سورة الروم (٣١٩٤)، وقال: هذا حديث صحيح حسن غريب من حديث نيار بن مكرم لا نعرفه إلا من حديث عبد الرحمن بن أبي الزناد، "المستدرك" ٢/ ٤٤٥ وقال: صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه.
(٢) ذكره مقاتل في "تفسيره" ٣/ ٤٠٦ - ٤٠٧، وأخرجه الترمذي، كتاب تفسير القرآن، باب ومن سورة الروم (٣١٩٢)، من حديث عطية العوفي، عن أبي سعيد، وأخرجه الطبري ٢١/ ٢٠ - ٢١ عن أبي سعيد، وإسناده ضعيف لأجل عطية العوفي، فإنه روى أحاديث عن الكلبي، فيقول عن أبي سعيد، فيظن الناس =


الصفحة التالية
Icon