وقال ابن عباس: هي صفو الماء (١) ﴿مِنْ مَاءٍ مَهِينٍ﴾ ضعيف (٢).
٩ - ﴿ثُمَّ سَوَّاهُ وَنَفَخَ فِيهِ مِنْ رُوحِهِ وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ قَلِيلًا مَا تَشْكُرُونَ (٩)﴾.
١٠ - قوله تعالى: ﴿وَقَالُوا﴾ يعني: منكري البعث ﴿أَإِذَا ضَلَلْنَا فِي الْأَرْضِ﴾
أي: هلكنا (٣)، وبطلنا وصرنا ترابًا، وأصله من قول العرب: ضل الماء في اللبن؛ فإنَّه أراد في اللبن إذا ذهب (٤) ويقال: ضللت (٥) الميت، أي: دفنته، قال الشَّاعر:

وآب مُضِلُّوهُ بعَيْنٍ جَليَّةٍ وغُودِرَ بالجَوْلانِ جَرْمٌ ونَائلُ (٦)
(١) أخرجه الطبري في "جامع البيان" ٢١/ ٩٥ بسنده من طريق أبي يحيى الأعرج عن ابن عباس، وزاد في نسبته السيوطي في "الدر المنثور" ١١/ ٦٨١ لابن أبي شيبة ولابن المنذر.
(٢) من (ح).
(٣) قاله مجاهد: انظر "تفسيره" ٢/ ٥١٠، وأخرجه عنه الطبري في "جامع البيان" ٢١/ ٩٦ بسنده عن مجاهد، وأخرجه الفريابي كما في "تغليق التعليق" لابن حجر ٤/ ٢٨٠، وزاد في نسبته السيوطي في "الدر المنثور" ١١/ ٦٨١ لابن أبي شيبة وابن المنذر وابن أبي حاتم.
(٤) انظر: "معاني القرآن" للفراء ٢/ ٣٣١، "معاني القرآن" للزجاج ٤/ ٢٠٥، وذكره الطبري في "جامع البيان" ٢١/ ٩٦، وابن منظور في "لسان العرب" ١١/ ٣٩٥.
(٥) في (ح): أضللت.
(٦) البيت من قصيدة النابغة الذبياني يرثي النُّعمان بن الحارث بن أبي شمر بن حُجر ابن الحارث بن جبلة الغساني، ويريد بقوله: مضلوه، أي: دفنوه وأخفوه في التُّراب، وهو الشاهد هنا قال تعالى: {وَقَالُوا أَإِذَا ضَلَلْنَا فِي الْأَرْضِ أَإِنَّا لَفِي خَلْقٍ =


الصفحة التالية
Icon