المضاجع ما لم تر عين ولم تسمع أذن ولا يخطر على قلب بشر، وما لا يعلمه ملك مقرب، وإنه لفي القرآن: ﴿فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ﴾ (١) الآية.
١٨ - قوله: ﴿أَفَمَنْ كَانَ مُؤْمِنًا كَمَنْ كَانَ فَاسِقًا لَا يَسْتَوُونَ (١٨)﴾ الآية
نزلت في علي بن أبي طالب والوليد بن عقبة بن أبي معيط أخي عثمان لأمه، وذلك أنَّه كان بينهما تنازع وكلام في شيء، فقال الوليد لعلي: اسكت فإنَّه صبي، وأنا والله أبسط منك لسانًا وأحدّ منك سنانًا وأشجع جنانًا وأملأُ منك حشوًا في الكتيبة. فقال له علي: اسكت! فإنك فاسق (٢) فأنزل الله عز وجل: ﴿أَفَمَنْ كَانَ مُؤْمِنًا كَمَنْ كَانَ فَاسِقًا لَا يَسْتَوُونَ (١٨)﴾ (٣)، ولم يقل يستويان؛ لأنه لم يرد بالمؤمن مؤمنًا واحدًا وبالفاسق فاسقًا واحدًا، وإنما أراد جميع

(١) انظر: "المحرر الوجيز" لابن عطية ٤/ ٣٦٣، "الجامع لأحكام القرآن" للقرطبي ١٤/ ١٠٥.
(٢) ورد بعدها في هامش (س) ما يلي: إطلاق اسم الفسق على الوليد وذلك يحتمل أن يكون من صدر إسلام الوليد؛ لشيء كان في نفسه، أولما روي عن فعله عن بني المصطلق لم يكن حتَّى نزلت فيه ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ﴾ الآية، ويحتمل أَيضًا أن تطلق الشريعة ذلك؛ لأنه كان على طرف مما يتبقى وهو الذي شرب الخمر في خلافة عثمان - رضي الله عنه -، وصلى بالنَّاس الصبح أربعًا، ثم التفت وقال: أتريدون أن أزيدكم ونحوها وهذا مما يطول ذكره.
انظر: "المحرر الوجيز" لابن عطية ٤/ ٣٦٣.
(٣) أخرجه الطبري في "جامع البيان" ٢١/ ١٠٧ عن ابن حميد، عن سلمة بن الفضل، عن ابن إسحاق، عن بعض أصحابه، عن عطاء بن يسار، وهو مرسل، وفيه =


الصفحة التالية
Icon