قال قتادة: قال أصحاب النبي - ﷺ -: "إن لنا يومًا ننعم فيه ونستريح ويحكم بيننا وبينكم"، فقال الكفار استهزاءً: ﴿مَتَى هَذَا الْفَتْحُ﴾ أي: القضاء والحكم (١) (وقال الكلبي: يعني فتح مكة، وقال السدي: يعني يوم بدر؛ لأن أصحاب رسول الله - ﷺ - كانوا يقولون لهم إن الله ناصرنا ومُظهرنا عليهم) (٢).
٢٩ - ﴿قُلْ يَوْمَ الْفَتْحِ﴾
يوم القيامة ﴿لَا يَنْفَعُ الَّذِينَ كَفَرُوا إِيمَانُهُمْ وَلَا هُمْ يُنْظَرُونَ﴾ ومن تأول النصر قال: لا ينفعهم إيمانهم إذا جاءهم العذاب وقتلوا (٣).
٣٠ - ﴿فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَانْتَظِرْ إِنَّهُمْ مُنْتَظِرُونَ﴾

= "الجامع لأحكام القرآن" ١٤/ ١١١، وزاد في نسبته السيوطي في "الدر المنثور" ١١/ ٧١٣ لابن المنذر والفريابي وابن أبي شيبة وابن أبي حاتم.
(١) أخرجه الطبري في "جامع البيان" ٢١/ ١١٦ عن قتادة، وذكره القرطبي في "الجامع لأحكام القرآن" ١٤/ ١١١ ولم ينسبه، وزاد في نسبته السيوطي في "الدر المنثور" ١١/ ٧١٢ - ٧١٣ لابن أبي حاتم، وانظر: "فتح القدير" للشوكاني ٤/ ٣٢٠ جميعهم عن قتادة.
(٢) من (س) زيادة.
(٣) والقول الأول أولى، لأن باب التوبة مفتوح قبل الغرغرة وقبل قيام الساعة، قال ابن كثير: ومن زعم أن المراد من هذا الفتح فتح مكة فقد أبعد النجعة، وأخطأ فأفحش؛ فإن يوم الفتح قد قبل رسول الله - ﷺ - إسلام الطلقاء، وقد كانوا قريبًا من ألفين، ولو كان المراد فتح مكة لما قبل إسلامهم، "تفسير القرآن العظيم" لابن كثير ١١/ ١٠٩، وانظر: "جامع البيان" للطبري ١٤/ ١١٦، "معاني القرآن" للنحاس ٥/ ٣١٣.


الصفحة التالية
Icon