الجنوب للشمال ليلة الأحزاب: انطلقي ننصر رسول الله -صلى الله عليه وسلم-. فقالت الشمال: إن الحرة لا تسري بالليل. فكانت الريح التي أرسلت عليهم الصبا (١). قال رسول الله - ﷺ -: "نصرت بالصبا، وأهلكت عاد بالدبور" (٢).

= الهواء الذي فرق جماعاتهم، وردهم خائبين خاسرين بغيظهم وحنقهم.
انظر: "تفسير القرآن العظيم" لابن كثير ١١/ ١٣٨.
(١) رواه الطبري في "جامع البيان" ٢١/ ١٢٧ عن عكرمة.
انظر: "مجمع الزوائد" للهيثمي ٦/ ١٣٩ عن ابن عباس، قال الهيثمي: رواه البَزَّار، ورجاله رجال الصحيح.
الريح أو الرياح: من وحد الريح فلأنه اسم للجنس، يدل على القليل والكثير. ومن جمع فلاختلاف الجهات التي تهب منها الرياح. ومن جمع مع الرحمة ووحد مع العذاب فإنَّه فعل ذلك اعتبارا بالأغلب في القرآن، نحو: ﴿الرِّيَاحَ مُبشَّرَتٍ﴾ و ﴿الرِّيحَ الْعَقِيمَ﴾ فجاءت في القرآن مجموعة مع الرحمة مفردة مع العذاب، إلَّا في يونس [٢٢] في قوله: ﴿وَجَرَيْنَ بِهِمْ بِرِيحٍ طَيِّبَةٍ﴾. والأرواح: جمع ريح لأن أصلها الواو، وتجمع على أرياح قليلاً وعلى رياح كثيرًا، يقال الريح لآل فلان: أي النصر والدولة. وكان لفلان ريح. وروي أن النَّبِيّ - ﷺ - كان يقول إذا هاجت الريح: "اللهمَّ أجعلها رياحا ولا تجعلها ريحا" العرب تقول: لا تلقح السحاب إلَّا من رياح مختلفة، يريد اجعلها لقاحًا للسحاب، ولا تجعلها عذابا. ويحقق مجيء الجمع في آيات الرحمة، والواحد في قصص العذاب، كـ ﴿الريح العقيم﴾ و ﴿رِيحًا صرصرا﴾. وأيضاً: "الريح من روح الله" أي من رحمته بعبادة. انظر: "النهاية في غريب الحديث والأثر" لابن الأثير ٢/ ٢٧١ - ٢٧٢ (روح).
(٢) حديث صحيح، أخرجه البُخَارِيّ في الاستسقاء (١٠٣٥)، ومسلم في الاستسقاء (٩٠٠).
ريح الصبا: ريح طيبة باردة، والدبور: هو بالفتح: الريح التي تقابل الصبا والقبول. قيل: سميت به لأنها تأتي من دُبُر الكعبة، وليس بشيء، وقد كثر =


الصفحة التالية
Icon