﴿وَجُنُودًا لَمْ تَرَوْهَا﴾ وهم الملائكة (١)، ولم تقاتل يومئذ.
﴿وَكَانَ اللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرًا﴾ قال المفسرون: بعث الله عليهم بالليل ريحًا باردة، وبعث الملائكة فقلعت الأوتاد، وقطعت أطناب (٢) الفساطيط، وأطفأت النيران، وأكفأت القدور (٣)، وجالت الخيل (٤) بعضها في بعض، وأرسل الله عليهم الرعب وكثر تكبير

= اختلاف العلماء في جهات الرياح ومهابها اختلافا كثيرًا فلم نطل بذكر أقوالهم.
انظر: "النهاية في غريب الحديث والأثر" لابن الأثير ٢/ ٩٨ - ٩٩ (دبر).
(١) رواه الطبري في "جامع البيان" ٢١/ ١٢٨ عن يزيد بن رومان.
(٢) أطناب: جمع طنب، وهو: أحد أطراف الخيمة، وقد يقصد به الطرف والناحية كما في الحديث: "ما بين طنبي المدينة أحوج مني إليها"، وفي حديث عمر: (أن الأشعث بن قيس تزوج امرأة على حكمها، فردها عمر إلى أطناب بيتهم) أي: إلى مهر مثلها، يريد: ما بني عليه أمر أهلها، وامتدت عليه أطناب بيوتهم.
انظر: "النهاية في غريب الحديث والأثر" لابن الأثير ٣/ ١٤٠، (طنب).
(٣) أكفأت القدور: من كفأت القدر إذا كببتها لتفرغ ما فيها. يقال: كفأت الإناء وأكفأته إذا كببته، وإذا أملته، كما في حديث: "لا تسأل المرأة طلاق أختها لتكتفئ ما في إنائها"، وهذا تمثيل لإمالة الضرة حق صاحبتها من زوجها إلى نفسها إذا سألت طلاقها. ومنه حديث الهرة "أنَّه كان يكفي لها الإناء" أي يميله لتشرب منه بسهولة. ومنه حديث الطعام "غير مكفئ ولا مودع ربنا" أي غير مردود ولا مقلوب. والضمير راجع على الطعام.
انظر: "النهاية في غريب الحديث والأثر" لابن الأثير ٤/ ١٨٠ - ١٨٤، (كفأ).
(٤) جال واجتال إذا ذهب وجاء، ومنه الجولان في الحرب، واجتال الشيء إذا ذهب وساقه، والجائل الزائل عن مكانه، ومنه حديث: "لما جالت الخيل أهوى إلى عنقي" يقال: جال جولة إذا دار، والمراد هنا حركة الخيل ودخولها وخروجها خوفًا من الريح.
انظر: "النهاية في غريب الحديث والأثر" لابن الأثير ١/ ٣١٧ - ٣١٨ (جول).


الصفحة التالية
Icon