المدينة، وكان الذي أشار على رسول الله - ﷺ - بالخندق سلمان الفارسيّ، وكان أول مشهد شهده سلمان مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وهو يومئذ حر، فقال: يَا رسول الله، إنَّا كنا بفارس إذا حوصرنا خندقنا علينا. فعمل فيه رسول الله - ﷺ - حتَّى أحكموه، وقد ذكرنا حديث سلمان في صفة حفر الخندق في سورة آل عمران.
قالوا: فلما فرغ رسول الله - ﷺ - من الخندق أقبلت قريش حتَّى نزلت بمجتمع الأسيال من رومة بين الجرف والغابة في عشرة آلاف من أحابيشهم ومَنْ تابعهم من بني كنانة، أهل تهامة وأقبلت غطفان ومن تابعهم من أهل نجد حتَّى نزلوا بذنب نُقمى إلى جانب أُحُد (١)، وخرج رسول الله - ﷺ - والمسلمون حتَّى جعلوا ظهورهم إلى سلع (٢) في ثلاثة آلاف من المسلمين، فضرب هنالك عسكره،

(١) زعم ابن إسحاق أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لما فرغ من حفر الخندق أقبلت قريش حتَّى نزلت بمجتمع الأسيال من رومة بين الجرف وزعابة، وفي بعض النسخ زغابة بالغين المعجمة، وكلا الاسمين مجهول، وقال محمَّد بن جرير: بين الجرف والغابة، وما رواه أقرب إلى الصواب والله أعلم. قال ابن إسحاق: وأقبلت غطفان ومن تبعهم من أهل نجد حتَّى نزلوا بذنب نقم، وفي بعض النسخ نقمى بزيادة أَلْف بعد الميم وهو خطأ، إنما هو نقم على وزن فعل. ونقمى: بالتحريك والقصر من النقمة، مثل الجمزى من الجمز موضع من أعراض المدينة، كان لآل أبي طالب. ويروى نقم، ولها نظائر ستة. ونقمى بالضم ثم السكون والقصر أَيضًا واد ذكره والذي قبله معا أبو الحسن الخوارزمي.
انظر: "معجم البلدان" لياقوت ٥/ ٣٠٠. "معجم ما استعجم" للبكري ٢/ ٦٩٨.
(٢) سلع: جبل بسوق المدينة.
انظر: "معجم البلدان" لياقوت ٣/ ٢٣٦.


الصفحة التالية
Icon