-صلى الله عليه وسلم- أصحاب الرجيع (١)، خبيب بن عدي وأصحابه، فقال رسول الله --: "الله أكبر أبشروا يَا معشر المسلمين".
وعظم عند ذلك البلاء واشتد الخوف، وأتاهم عدوهم من فوقهم، ومن أسفل منهم حتَّى ظن المؤمنون كل ظن، ونجم (٢) النفاق من بعض المنافقين حتَّى قال معتب بن قشير أحد بني عمرو بن عوف: كان محمَّد يعدنا أن نأكل كنوز قيصر وكسرى وأحدنا لا يقدر أن يذهب إلى الغائط، ما وعدنا الله ورسوله إلَّا غرورًا (٣). وحتى قال أوس بن قيظي أحد بني حارثة: يَا رسول الله إن بيوتنا عورة من العدو، -وذلك عن ملأ من رجال قومه- فائذن لنا فلنرجع إلى ديارنا فإنَّها خارجة من المدينة.

= ابن الشداخ أن يفرقهم في بني كنانة وهم رماة. وفي "التهذيب" وغيره: وكانوا رماة الحدق في الجاهلية وهم اليوم في اليمن ينسبون على أسد، والنسبة إليهم قاري.
انظر: "لسان العرب" لابن منظور ٥/ ١٢٣ (عضل)، ١٣/ ٤٨٠ (قور).
(١) وذلك أنَّه قدم على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- رهط من عضل والقارة فقالوا له: يَا رسول الله إن فينا إسلاماً وخيرًا، فابعث معنا نفرًا من أصحابك يفقهوننا في الدين ويقرؤوننا القرآن، ويعلموننا شرائع الإِسلام، فبعث رسول الله -صلى الله عليه وسلم- معهم نفرًا ستة من أصحابه، فخرجوا مع القوم حتَّى إذا كانوا على الرجيع -ماء لهذيل بناحية من الحجاز- غدروا بهم.
انظر: "تاريخ الرسل والملوك" للطبري ٢/ ٥٣٨ - ٥٤٢.
(٢) نجَم: أي: ظهر وطلع.
انظر"لسان العرب" لابن منظور ١٦/ ٤٥ (نجم).
(٣) رواه الطبري في "جامع البيان" ٢١/ ١٣٣ عن يزيد بن رومان، وقتادة.


الصفحة التالية
Icon