ابن معاذ وعليه درع مقلصة (١) قد خرجت منها ذراعه كلها، وفي يده حربته وهو يقول:

لُبث (٢) قليلا يدرك الهيجا حمل لا بأس بالموت إذا حان الأجل (٣)
فقالت أمه: الحق يا بني فقد والله أخرت. قالت عائشة: فقلت لها يَا أم سعد والله لوددت أن درع سعد كانت أسبغ مما هي. وخفت عليه حيث أصاب السهم منه، قالت: فرمى سعد يومئذ بسهم فقطع منه الأكحل (٤)، فزعموا أنَّه لن ينقطع من أحد قط إلَّا لم يزل يبض (٥)
(١) درع مقصلة أي: مجتمعة منضمة، يقال: قلصت الدرع وتقلصت وقلص الشيء: تداني وانضم، وأكثر ما يقال فيما يكون على فوق.
انظر: "النهاية في غريب الحديث والأثر" لابن الأثير ٤/ ١٠٠ (قلص). "لسان العرب" لابن منظور ٨/ ٢٤٩ (قلص).
(٢) اللُّبْث: المكث، وهو أَيضًا الإبطاء والتأخير.
انظر: "النهاية في غريب الحديث والأثر" لابن الأثير ٤/ ٢٢٤ - ٢٢٥ (لبث)، "لسان العرب" لابن منظور ٣/ ٣ (لبث).
(٣) قال السهيلي: هو بيت تمثل به سعد، وحمل هو: ابن سعدانة بن حارثة بن معقل ابن كعب بن عليم بن جناب الكلبي. "الروض الأنف" ٣/ ٢٨٠.
(٤) قال العلماء: هو عرق معروف. قال الخليل: إذا قطع في اليد لم يرقأ الدم، وهو عرق الحياة، في كل عضو منه شعبة لها اسم.
انظر: "شرح صحيح مسلم" للنووي ١٢/ ٩٤ كتاب الجهاد، باب جواز قتال من نقض العهد.
(٥) بض الشيء أي: سال، وجعل يخرج قليلًا قليلًا.
انظر: "لسان العرب" لابن منظور ٨/ ٣٨٦ (بضَّ).


الصفحة التالية
Icon