دمًا حتَّى يموت، رماه حبان بن قيس بن العرقة (١) أحد بني عامر بن لؤي، فلما أصابه قال: خذها وأنا ابن العرقة. فقال سعد: عرّق الله وجهك في النَّار، ثم قال سعد: اللهمَّ إن كنت أبقيت من حرب قريش شيئًا فأبقني لها، فإنَّه لا قوم أحب إليّ أن أجاهدهم من قوم آذوا رسولك وكذبوه وأخرجوه، وإن كنت قد وضعتَ الحرب بيننا وبينهم فاجعله لي شهادة، ولا تمتني حتَّى تَقَر عيني من بني قريظة، وكانوا حلفاءه ومواليه في الجاهلية (٢).
وروى محمَّد بن إسحاق (٣)، عن يحيى بن عباد بن عبد الله بن الزُّبير (٤)، عن أَبيه عباد (٥) قال: كانت صفية بنت عبد المطَّلب في فارع حصن حسان بن ثابت، قالت: وكان حسان معنا فيه مع النساء والصبيان. قالت صفية: فمرَّ بنا رجل من يهود فجعل يطوف
________
(١) قال أبو عبيد: هي أمه، قال ابن الكلبي: اسم هذا الرَّجل: حبان -بكسر الحاء- ابن أبي قيس بن علقمة بن عبد مناف بن الحارث بن منقذ قال: واسم العرقة: قلابة بنت سعد بن سهل بن عبد مناف بن الحارث، وسميت بالعرقة لطيب ريحها، وكنيتها: أم فاطمة، والله أعلم.
انظر: "شرح صحيح مسلم" للنووي ١٢/ ٩٤، كتاب الجهاد، باب جواز قتال من نقض العهد.
(٢) قال الهيثمي في "مجمع الزوائد" ٦/ ١٥٥: في الصحيح بعضه، رواه أَحْمد، وفيه محمَّد بن عمرو بن علقمة، هو حسن الحديث، وبقية رجاله ثقات.
(٣) صاحب المغازي، صدوق يدلس، ورمي بالتشيع والقدر.
(٤) ابن العوام القُرشيّ، ثِقَة.
(٥) عباد بن عبد الله بن الزُّبير، ثِقَة.


الصفحة التالية
Icon