بالحصن، وقد حاربت بنو قريظة وقطعت ما بينها وبين رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، ليس بيننا وبينهم أحد يدفع عنا، ورسول الله - ﷺ -. والمسلمون في نحور عدوهم، لا يستطيعون أن ينصرفوا إلينا عنهم، إذ أتانا آت، قالت: فقلت: يَا حسان، إن هذا اليهودي كما تراه يطوف بالحصن، وإني والله ما آمنه أن يدل على عوراتنا من ورائنا يهود، وقد شغل عنا رسول الله - ﷺ - وأصحابه، فانزل إليه فاقتله.
فقال: يغفر الله لك يا بنت عبد المطَّلب، لقد عرفت ما أنا بصاحب هذا!.
قالت: فلما قال ذلك لي، ولم أر عنده شيئًا احتجزت (١)، ثم أخذت عمودًا، ثم نزلت من الحصين إليه فضربته بالعمود حتَّى قتلته، فلما فرغت منه رجعت إلى الحصين، فقلت: يَا حسان، أنزل

(١) احتجزت أي: شددت وسطي، من حجزة الإزار وهي جنبته، وحجزة السروال موضع التكة، قال أبو ذر الخشني: ومن رواه (اعتجرت) فمعناه: شددت معجري.
انظر: "النهاية في غريب الحديث والأثر" لابن الأثير ١/ ٣٤٤ - ٣٤٥ (حجز).
"لسان العرب" لابن منظور ٧/ ١٩٧ (حجز).
وتروى: احتجرت، أي: جمعت إليها أطراف ثوبها، وحجر الثوب هو: طرفه المتقدم كما في حديث عائشة (هي اليتيمة التي تكون في حجر وليها) لأن الإنسان يربي ولده في حجره، وحجر الإنسان ما بين يديه من ثوبه، وحجر المرأة حضنها، والحجر أَيضًا الحفظ والستر.
انظر: "النهاية في غريب الحديث والأثر" لابن الأثير ١/ ٣٤١ - ٣٤٤ (حجر). "لسان العرب" لابن منظور ٥/ ٢٣٩، ٢٤٢ (حجر).


الصفحة التالية
Icon