إليه فاسلبه، فإنه لم يمنعني من سلبه إلا أنه رجل. قال: ما لي بسلبه من حاجة يا بنت عبد المطلب (١).
قالوا: وأقام رسول الله - ﷺ - وأصحابه فيما وصف الله -عز وجل- من الخوف والشدة لتظاهر عدوهم عليهم، وإتيانهم من فوقهم ومن أسفل منهم، ثم أتى نعيم بن مسعود بن عامر بن أنيف بن ثعلبة بن منقذ بن هلال بن حلاوة بن أشجع بن ريث بن غطفان إلى رسول الله - ﷺ - فقال: يا رسول الله، إني قد أسلمت، وإن قومي لم يعلموا بإسلامي، فأمرني بما شئت، فقال له رسول الله - ﷺ -: "إنما أنت فينا رجل واحد، فخَتِّل (٢) عنا إن استطعت، فإن الحرب خُدعة" (٣).

(١) قال أبو عمر ابن عبد البر: وقد أنكر هذا عن حسان جماعة من أهل السير وقالوا: لو كان في حسان من الجبن ما وصفتم لهجاه بذلك الذين كان يهاجيهم في الجاهلية والإسلام، ولهجي بذلك ابنه عبد الرحمن، فإنه كثيراً ما كان يهاجي الناس من شعراء العرب كضرار، وابن الزبعري وغيرهما، وكانوا يناقضونه ويردون عليه فما عيره أحد منهم بجبن، فدل هذا على ضعف حديث ابن إسحاق، وإن صح فلعل حسان - رضي الله عنه - كان معتلًا بعلة منعته عن شهود القتال، كما قاله السهيلي أيضا. انظر: "الجامع لأحكام القرآن" للقرطبي ١٤/ ١٣٥.
(٢) ختل من باب ضرب، وخاتله خدعه، والتخاتل التخادع. وختله: خدعه عن غفلة وفي الحديث: (كأني انظر إليه يختل الرجل ليطعنه) أي: يداوره ويطلبه من حيث لا يشعر.
انظر: "النهاية في غريب الحديث والأثر" لابن الأثير ٢/ ٩ - ١٠ (ختل). "لسان العرب" لابن منظور ١٣/ ٢١ - ٢١٢ (ختل). "مختار الصحاح" للرازي (ص ٧١).
(٣) رواه البخاري في الجهاد، باب الحرب خدعة (٣٠٣٠)، ومسلم في الجهاد، باب جواز الخداع في الحرب (١٧٣٩). =


الصفحة التالية
Icon