قربى (١) ﴿إِلَّا﴾ (٢) بمعنى (٣) لكن ﴿مَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَأُولَئِكَ لَهُمْ جَزَاءُ الضِّعْفِ﴾ من الثواب بالواحدة عشرة (٤).
_________
(١) وهو قول مجاهد، رواه الطبري في "جامع البيان" ٢٢/ ١٠٠، وروى أَيضًا عن قتادة قوله: لا يعتبر النَّاس بكثرة المال والولد، وإن الكافر قد يُعطى المال، وربما حُبس عن المؤمن، وكلمة قربى ساقطة من (م).
(٢) قوله: ﴿إِلَّا مَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا﴾ اختلف أهل التأويل في معنى ذلك فقال بعضهم: ﴿وَمَا أَمْوَالُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُمْ بِالَّتِي تُقَرِّبُكُمْ عِنْدَنَا زُلْفَى إِلَّا مَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا﴾ فإنَّه تقرّبهم أموالهم وأولادهم بطاعتهم الله في ذلك وأدائهم فيه حقه إِلَى الله زلفى دون أهل الكفر بالله. قال ابن زيد، في قول الله: ﴿إِلَّا مَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا﴾ قال: لم تضرهم أموالهم ولا أولادهم في الدنيا للمؤمنين، وقرأ: ﴿لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ﴾ فالحسنى: الجنة، والزيادة: ما أعطاهم الله في الدنيا لم يحاسبهم به، كما حاسب الآخرين، فمن حملها على هذا التأويل نصب بوقوع تقرب عليه، وقد يحتمل أن يكون (من) في موضع رفع، فيكون كأنه قيل: وما هو إلَّا من آمن وعمل صالحًا. قال سعيد بن جبير: المعنى إلَّا من آمن وعمل صالحًا فلن يضره ماله وولده في الدنيا. وروى ليث عن طاووس أنَّه كان يقول: اللهم ارزقني الإيمان والعمل، وجنبني المال والولد، فإنِّي سمعت فيما أوحيت ﴿وَمَا أَمْوَالُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُمْ بِالَّتِي تُقَرِّبُكُمْ عِنْدَنَا زُلْفَى إِلَّا مَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا﴾.
قلت: قول طاوس فيه نظر، والمعنى والله أعلم: جنبني المال والولد المطغيين أو اللذين لا خير فيهما؛ فأما المال الصالح والولد الصالح للرجل الصالح فنعم وهذا في آل عمران ومريم على لسان زكريا عليه السلام.
انظر: "جامع البيان" للطبري ٢٢/ ١٠٠ - ١٠١، "الجامع لأحكام القرآن" للقرطبي ١٤/ ٣٠٥.
(٣) من (م).
(٤) فائدة: وبهذه الآية استدل من فضل الغنى على الفقر. وقال محمَّد بن كعب: إن المؤمن إذا كان غنيًا تقيًا آتاه الله أجره مرتين بهذِه الآية. =