يتبرؤون منكم ومن عبادتكم إياها ﴿وَلَا يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ﴾
يعني نفسه سبحانه.
١٥ - ﴿يَاأَيُّهَا النَّاسُ أَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ (١٥) إِنْ يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ وَيَأْتِ بِخَلْقٍ جَدِيدٍ (١٦) وَمَا ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ بِعَزِيزٍ (١٧) وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى﴾ (١).
سئل الحسين بن الفضل على الجمع بين هذِه الآية (وبين قوله) (٢): ﴿وَلَيَحْمِلُنَّ أَثْقَالَهُمْ وَأَثْقَالًا مَعَ أَثْقَالِهِمْ﴾ (٣) فقال: ﴿وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى﴾ طوعًا، ﴿وَلَيَحْمِلُنَّ أَثْقَالَهُمْ وَأَثْقَالًا مَعَ أَثْقَالِهِمْ﴾ كرهًا.
﴿وَإِنْ تَدْعُ مُثْقَلَةٌ إِلَى حِمْلِهَا﴾ يعني: وإن تدع نفس مثقلة بذنوبها غيرها إلى حملها، أي: حمل ما عليها من الذنوب ﴿لَا يُحْمَلْ مِنْهُ شَيْءٌ وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى﴾ (٤) أي: ولو كان المدعو ذا قرابة له، ابنه أو أباه أو أمه أو

(١) يقول تعالى ذكره: يا أيها الناس أنتم أولو الحاجة والفقر إلى ربكم، فإياه فاعبدوا، وفي رضاه فسارعوا، يغنكم متفقركم، وتُنْجح لديه حوائجكم ﴿وَاللهُ هُوَ الغَنىُّ﴾ عن عبادتكم إياه، وعن خدمتكم، وعن غير ذلك من الأشياء، منكم ومن غيركم، ﴿الحَمِيدُ﴾ يعني: المحمود على نعمه، فإن منعمة بكم وبغيركم فمنه، فله الحمد والشكر بكل حال.
انظر: "جامع البيان للطبري" ٢٢/ ١٢٦.
(٢) من (م).
(٣) العنكبوت: ١٣.
(٤) ونصب ﴿ذَا قُرْبَى﴾ على تمام ﴿كَانَ﴾ هو لأن معنى الكلام: ولو كان الذي تسأله أن يحمل عنها ذنوبها ذا قربى لها وأنثت ﴿مُثْقَلَةٌ﴾ لأنه ذهب بالكلام إلى النفس، كأنه قيل: وإن تدع نفس مثقلة من الذنوب إلى حمل ذنوبها. وإنما قيل كذلك؛ =


الصفحة التالية
Icon