السماء (١).
قراءة العامة بالنون في ثلاثتها (٢). وقرأ الأعمش وحمزة والكسائي كلها بالياء، وهو اختيار أبي عبيد، قال (٣): لذكر الله -عز وجل- قبله.
﴿مِنَ السَّمَاءِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لِكُلِّ عَبْدٍ مُنِيبٍ﴾ تائب مقبل على ربه راجع إليه بقلبه (٤).
١٠ - ﴿وَلَقَدْ آتَيْنَا دَاوُودَ مِنَّا فَضْلًا يَاجِبَالُ﴾ (٥) مجازه وقلنا: يا جبال.

(١) رواه الطبري في "جامع البيان" ٢٢/ ٦٤ عن قتادة.
(٢) القراءة بالنون على التعظيم.
(٣) في (م): فإن.
(٤) رواه الطبري في "جامع البيان" ٢٢/ ٦٤ عن قتادة.
(٥) قوله: ﴿فَضْلًا﴾: قد يقصد به النبوة، أو الزبور، أو حسن الصوت، أو تسخير الجبال والناس والطير، أو الزيادة في العمر، أو الحكم بالعدل، أو تيسير العبادة، أو العلم كما قال تعالى: ﴿وَلَقَدْ آتَيْنَا دَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ عِلْمًا﴾، أو القوة كما قال تعالى: ﴿وَاذْكُرْ عَبْدَنَا دَاوُودَ ذَا الْأَيْدِ إِنَّهُ أَوَّابٌ﴾، وقد يراد ذلك كله كما قال تعالى ﴿وَأُوتِينَا مِنْ كُلِّ شَيْءٍ﴾ والمراد هاهنا من هذِه الأقوال: حسن الصوت، فإنَّه -عليه السلام- كان ذا صوت حسن ووجه حسن.
مسألة: وقد قال النبي - ﷺ - لأبي موسى الأشعري: "لقد أوتيت مزمارا من مزامير آل داود" والمزمار والمزمور: الصوت الحسن، وبه سميت آلة الزمر مزماراً، وفي الحديث دليل الإعجاب بحسن الصوت، واستحسن كثير من فقهاء الأمصار القراءة بالألحان والترجيع وكرهه مالك، وهو جائز لقول أبي موسى للنبي -صلى الله عليه وسلم-: لَوْ علمت أنك تسمع لحبرته لك تحبيرا، يريد: لجعلته لك أنواعا حسانا، وهو التلحين، مأخوذ من الثوب المحبر، وهو المخطط بالألوان. وليس المقصود بالتلحين التمطيط وزيادة الحد في الغنة والمدود، وإنما المقصود الترتيل وإخراج الحروف من مخارجها الصحيحة، ومعرفة أحكام الوقوف. =


الصفحة التالية
Icon