﴿بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ﴾
١ قوله عَزَّ وَجَلَّ ﴿وَالصَّافَّاتِ صَفًّا (١)﴾
قال ابن عباس ومسروق والحسن وقتادة: يعني صفوف الملائكة في السماء كصفوف الخلق في الدنيا للصلاة (١).
وقيل: هم الملائكة تصف أجنحتها في الهواء واقفةً فيه حتى يأمرها بما يريد (٢).

= كعب، وكل طرق الحديث باطلة موضوعة.
(١) انظر: "الموضوعات" لابن الجوزي ١/ ٣٩١ - ٣٩٢، "الفوائد المجموعة" للشوكاني (ص ٢٩٦)، "المنار المنيف" لابن القيم (ص ١١٤ - ١١٥)، "حاشية الكشاف" ٤/ ٦٩.
(٢) وكذلك أيضًا قال سعيد بن جبير وعكرمة ومجاهد والسدي والربيع بن أنس، ذكره ابن كثير في "تفسير القرآن العظيم" ١٢/ ٦، وابن الجوزي في "زاد المسير" ٧/ ٤٤ وعزاه للجمهور.
وأخرج الطبري في "جامع البيان" ٢٣/ ٣٣ قول مسروق وابن مسعود وقتادة، وهذا القول اختاره الطبري وابن كثير في "تفسير القرآن العظيم" ١٢/ ٦، ونسبه ابن الجوزي في "زاد المسير" ٧/ ٤٤ للجمهور.
وأبى أبو مسلم ذلك وقال: لا يجوز حمل هذا اللفظ وكذا ما بعده على الملائكة؛ لأن اللفظ مشعر بالتأنيث والملائكة مبرؤون عن هذِه الصفة. ورُدَّ على أبي مسلم قوله هذا كما ذكر الألوسي: بأن هذا فيه معنى جمع الجمع فهو جمع صافة، أي: طائفة أو جماعة صافة، ويجوز أي يكون تأنيث الفردي باعتبار أنه ذات ونفس.
وقال الألوسي أيضًا: التأنيث المعنوي هو الذي لا يحسن أن يطلق عليهم وأما اللفظي فلا مانع منه كيف وهم المسمون بالملائكة. انظر: "روح المعاني" للألوسي ٢٣/ ٦٤. =


الصفحة التالية
Icon